الدوري الإنجليزي.. بداية صعبة تنتظر أوناي إيمري مدرب آرسنال الجديد
لن تكون بداية أوناي إيمري مدرب آرسنال الجديد في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم سهلة على الإطلاق، مع النادي الذي يتطلع لقيادته بشجاعة نحو حقبة ما بعد آرسين فينغر.
ويستهل المدرب الإسباني مشواره على ملعبه أمام مانشستر سيتي حامل اللقب، قبل أن يذهب لملاقاة جاره اللندني تشيلسي. ويصعب وصف تلك المرحلة بأنها شهر عسل للمدرب الجديد.
ويدرك إيمري تمامًا أن رحيله عن باريس سان جيرمان صاحب الإنفاق الضخم، والتوجه إلى أكثر بطولات الدوري قوة وشراسة في أوروبا سيجعله في حالة من الشحن الدائم ومنذ اليوم الأول.
وربما لم يمر على مشجعي آرسنال، ممن هم في منتصف العشرينات من عمرهم أو أصغر، موسم لم يكن فيه فينغر مدربًا للفريق.
وحتى المشجعون الأكبر سنا، فانهم لم يفكروا إطلاقًا في أن الفرنسي المخضرم سيغادر النادي قبل أن يعلن فينغر رحيله مع نهاية الموسم الماضي ويأتي إيمري.
وسيظل فينغر محل تقدير واحترام كبيرين في آرسنال حتى ممن نفد صبرهم على الفرنسي في السنوات الأخيرة من حقبة استمرت 22 عامًا. ويشعر جمهور النادي بالحماسة للموسم الجديد بعد فترة الإعداد القوية.
ويمتلك إيمري سجلًا أكثر قوة مقارنة مع فينجر عند قدومه لتدريب الفريق؛ وهو ما دفع البعض للتساؤل وقتها 'من هو فينغر؟'. فقد فاز إيمري بثلاثة ألقاب متتالية للدوري الأوروبي مع أشبيلية، إضافة لتتويجه بالثلاثية المحلية الموسم الماضي مع باريس سان جيرمان.
ولا يختلف التحدي أمام إيمري عن الذي واجهه فينجر في 1996 حين تعاقد معه آرسنال، فالفريق يحتاج لانطلاقة قوية بعد فترة من الجمود.
وتكمن المشكلة في أن المنافسة بين الستة الأوائل في دوري الأضواء في إنجلترا لم تكن أشرس مما هي عليه الآن، وستكون قيادة آرسنال لتجاوز المركز السادس الذي احتله الموسم الماضي والعودة للعب في دوري أبطال أوروبا، مهمة صعبة في الواقع.
ولن يفشل إيمري بالتأكيد بسبب الافتقار للإعداد والاهتمام بالتفاصيل. فعلى العكس من أسلوب فينجر القائم على عدم التدخل، يعرف عن إيمري التفاني الشديد في عمليات التحضير للمباريات واللجوء لتحليل الأداء عقب كل لقاء والاهتمام بالتفاصيل وسعيه لتحقيق مكاسب ولو طفيفة.
فقد كان إيمري يصر مع بلنسيا على مشاهدة اللاعبين لأكثر من مقطع فيديو عن المنافسين المقبلين؛ ما أثار سخرية خواكين ليقول ذات مرة "لقد نفد مني الفشار".
ولدى إيمري طموح النجاح وبدا ذلك واضحًا في حديثه خلال ظهوره للمرة الأولى أمام وسائل الإعلام البريطانية التي تتسم بالفضول.
وقال "نستطيع التطور مع هؤلاء اللاعبين ونهدف للعمل الجاد مع المواهب الموجودة بالتشكيلة. نسعى لأن نصبح مرشحين للفوز بكافة الألقاب في المستقبل، نعمل على العودة لدوري أبطال أوروبا بعد غياب عامين، وأن نكون أفضل فريق في إنجلترا والعالم".
ويبدو هذا طموحًا جامحًا في الحقيقة، لكن إيمري بدأ العمل على إرساء أسس دفاع قوي للفريق بعد أن عانى من مشكلة في هذا الأمر في السنوات الأخيرة للمدرب فينغر.
وتعاقد النادي -أيضًا- مع الحارس الألماني بيرند لينو من باير ليفركوزن بينما سيضيف شتيفان ليختشتاينر قائد منتخب سويسرا ومدافع يوفنتوس السابق المزيد من الخبرة لرباعي دفاع الفريق، وهو ما ينطبق -أيضًا- على اليوناني سقراطيس باباستاثوبولوس المنضم من بروسيا دورتموند.
ويبدو لوكاس توريرا لاعب منتخب أوروجواي المنتقل من سامبدوريا هو لاعب الوسط الذي طال بحث آرسنال عنه ويأمل إيمري في أن يشكل الثنائي ألكسندر لاكازيت وبيير-إيمريك أوباميانغ شراكة هجومية قوية.
