لماذا قبل كوتينيو بما رفضه نيمار في نادي برشلونة؟

جاء انضمام فيليب كوتينيو جناح ليفربول إلى برشلونة ليثير ضجة كبيرة في الليغا، وكذلك في البريميرليغ، نظرًا لأن المفاوضات بشأن هذه الصفقة بدأت منذ الصيف الماضي، لكنها فشلت وتأجلت إلى فترة الانتقالات الشتوية الحالية؛ لتحقق رغبة كبيرة لدى الدولي البرازيلي في الانضمام للنادي الكتالوني.

وأصبح كوتينيو البالغ عمره 25 عامًا والذي وقع عقدًا لمدة خمس سنوات مع برشلونة مقابل 160 مليون يور ثالث أغلى لاعب في تاريخ اللعبة، بعد ثنائي باريس سان جيرمان المكون من نيمار وكيليان مبابي وبات يتفوق على زميله في برشلونة عثمان ديمبلي.

وأثارت هذه الصفقة استغراب البعض؛ لأن كوتينيو قبل بما رفضه مواطنه نيمار الذي يبلغ من العمر 25 عامًا أيضًا، وهو اللعب في فريق نجمه الأول ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم خمس مرات والفتى المدلل للنادي الكتالوني.

ورحل نيمار الصيف الماضي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، بعدما دفع النادي الفرنسي 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقد المهاجم البرازيلي الذي أعلن حينها أنه كان يبحث عن تحد جديد بعد أربع سنوات قضاها في الليغا.

لكن الأسباب الحقيقية وراء ذلك، أن نيمار شعر بأنه ليس له أي دور أو أهمية وشعبية في فريق قائم على نجم أوحد هو ميسي؛ لذلك رحل حيث يستطيع قيادة فريق إلى لقب دوري أبطال أوروبا مثلما يفعل ميسي مع النادي الكتالوني.

رحل إلى ناد يصبح فيه النجم الأوحد القادر على صنع الانجازات، مثلما يفعل ميسي دون أن يقوم بدور "مساعد البطل" بل هو البطل، فضلًا عن الراتب الضخم الذي جعله اللاعب الأعلى أجرًا في العالم.

وفي السطور الآتية سنحاول توضيح لماذا وافق كوتينيو على ما رفضه نيمار في برشلونة؟.

التعطش للألقاب

وضع كوتينيو ليس مشابهًا لنيمار المنتقل إلى برشلونة في 2013 من سانتوس وتألق مع النادي الكتالوني سريعًا، وتوج بالعديد من الألقاب المحلية والقارية، وكذلك كأس العالم للأندية بينما لم يحقق كوتينيو أي لقب مع ليفربول رغم تألقه.

كوتينيو بزغ نجمه مع الفريق الإنجليزي الموسم الماضي، وبات هدفًا لبرشلونة بعد رحيل نيمار، نظرًا لأنه الأنسب، من وجهة نظر إرنستو فالفيردي المدير الفني للفريق الكتالوني، لخلافة مواطنه في تشكيلة الفريق.

كوتينيو يرى أن انتقاله لبرشلونة سيعوض غيابه عن الألقاب والمشاركة المستمرة في دوري أبطال أوروبا التي افتقدها في ليفربول رغم أنه لن يشارك في المسابقة الأوروبية الأبرز هذا الموسم، لمشاركته مع فريقه الإنجليزي في دور المجموعات.

وبالطبع برشلونة أحد أبرز الأندية المرشحة للفوز باللقب، عكس ليفربول المرشح لوداع البطولة مبكرًا أو على أقصى تقدير قبل برشلونة.

علاقته الجيدة مع زملائه الجدد

وحظي كوتينيو باستقبال دافئ في النادي الكتالوني خاصة من زميله السابق في ليفربول لويس سواريز الذي قضى مع اللاعب البرازيلي عامين في أنفيلد وكان الفريق قريبًا من إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في 2014.

وقال سواريز عقب انضمام كوتينيو "أنا سعيد جدًا كزميل وصديق له وأعتقد أنه سيساهم بالكثير معنا. كل شخص يعرف إمكانياته وأنه قضى الكثير من السنوات على أعلى المستويات. سنساعده على أن يشعر بأنه في بيته وأن نضمن تأقلمه".

العلاقة الجيدة التي تربط كوتينيو بمعظم لاعبي برشلونة سهلت انتقاله للفريق، كما أن صداقته بسواريز الصديق المقرب لميسي تجعله يقبل أن يكون ثالث أضلاع المثل؛ ليحل محل نيمار إلى جوار ميسي وسواريز.

نجومية ميسي

كوتينيو الآن لا يمكن مقارنته بنيمار حينما انتقل إلى باريس سان جيرمان، ورغم تألق كوتينيو مع ليفربول الموسم الماضي إلا أن ذلك لا يضعه على قدم المساواة مع نيمار.

إذ إن نيمار حل ثالثًا بعد ميسي وكريستيانو رونالدو في قائمة أفضل لاعبي العالم سواء في جائزة الاتحاد الدولي (الفيفا) أو فرانس فوتبول للكرة الذهبية.

ولا يمكن لكوتينيو أن يفكر أبعد من أن يكون "ظل ميسي" في برشلونة إلى جوار سواريز خاصة وأنه مقبل على عالم جديد وبطولة مختلفة تمامًا سيفتح له برشلونة من خلالها عالم مليء بالألقاب والبطولات عكس ليفربول تمامًا.

المنافسة على الجوائز الشخصية

انتقال كوتينيو إلى برشلونة على أقل تقدير سيزيد من شهرته العالمية وسيجعله بين أفضل لاعبي العالم وليس في البريميرليغ فقط.

برشلونة سيضمن لكوتينيو الوجود على الأقل في أفضل تشكيلة للفيفا وفرانس فوتبول كل عام مثلما الحال مع ريال مدريد والنادي الكتالوني كل عام.

إذ يتصدر ناديا ريال مدريد وبرشلونة التشكيلة المثالية كل عام بأكثر عدد من اللاعبين مقارنة بأندية الدوري الإنجليزي كافة وهذا بالتأكيد أحد أهداف الدولي البرازيلي.