متى بدأت الضربة المقصية في كرة القدم؟
متى بدأت الضربة المقصية في كرة القدم؟متى بدأت الضربة المقصية في كرة القدم؟

متى بدأت الضربة المقصية في كرة القدم؟

يُطلق على الضربة المقصية بالإنجليزية "بايسيكل كيك"، بالبرتغالية "بيسيكليتا"، بالإيطالية روفيسياتا وبالألمانية "فالروكزيهر".

لطالما أمتعتنا هذه الضربة المقصية كثيرًا من المرات في الآونة الأخيرة حاملة توقيع حارس مرمى من جنوب أفريقيا في الدقيقة الأخيرة من مباراة في الدوري لإدراك التعادل، والسنغالي موسى سو، الذي لجأ إلى هذه الطريقة البديعة 3 مرات في الشهر نفسه مع فنربخشه والبرازيلي مارلوني الذي سمحت له بالتواجد بين المرشحين الثلاثة النهائيين للظفر بجائزة بوشكاش 2016 لأفضل هدف في العام.

متى ظهرت؟

كان مواطنه البرازيلي ليونيداس دا سيلفا من الأوائل الذين تميزوا بهذا النوع من الإبداع.. يوم 12 يونيو/حزيران 1938، في الدور ربع النهائي من كأس العالم فرنسا 1938 قام دا سيلفا بهذه اللقطة ليمنح الفوز لفريقه ضد تشيكوسلوفاكيا على ملعب بارك ليسكيور في بوردو الذي وقف إجلالًا له.. كتب آنذاك بحماس ريمون ثورماغم، صحفي (باري ماتش): "سواء في الكرات الهوائية أو الأرضية، يملك هذا الرجل المطاطي موهبة شيطانية تسمح له بترويض أي كرة وإطلاق تسديدات لا تُصدّ عندما لا يتوقعها أحد.. فأهداف ليونيداس تجعلك تشعر وكأنك تحلم".

في الحقيقة، ووفقا لما قاله موقع الفيفا على الإنترنت، تعود هذه اللقطة الهوائية إلى ما قبل ذلك بسنوات كثيرة، فقد ظهرت لأول مرة في تشيلي، فهذا هو على أي حال ما يؤكده الكاتب الأوروغواياني إدواردو غاليانو، الذي يعتبر رامون أونزاغا مخترع هذه اللقطة على ملعب ميناء التشيلي تالكاهوانو في عام 1914، "بجسمه في الهواء، وظهره إلى الأرض، سدد الكرة إلى الوراء بحركة سريعة بقدميه كضربة المقص".

وأوضح غاليانو في كتابه "كرة القدم بين الشمس والظل"، قام هذا اللاعب التشيلي بهذه الحركة في عدة مناسبات خلال بطولتي كوبا أمريكا التاليتين في 1916 و1920، ومن هنا جاء اسمها باللغة الإسبانية: "تشيلينا".

في أمريكا الجنوبية تُعرف أيضًا باسم "تشالاكا"، وهو ما يقودنا إلى مصدر آخر ممكن.. وتحديدًا إلى بيرو وكاياو، أكبر ميناء في البلاد.. هناك جرّب أحد سكان المدينة، "تشالاكاو" هي تسمية أحد سكانها، بنجاح هذه التقنية البهلوانية في مباراة ضد البحارة الإنجليز عام 1892، وفقا للمؤرخ المحلي خورخي باسادري، أيًا كان مصدرها البرازيل، تشيلي أو بيرو، فالمؤكد هو أنها ظهرت في أمريكا الجنوبية.

موهبة أم تدريب؟

أما فيما يخص التفسيرات التقنية، فمن الصعب أيضًا تحقيق الإجماع.. هل كانت نتيجة مباشرة لتمريرة غير صحيحة من زميلٍ ما، كما لمّح كلاوس فيشر، صاحب إحدى أشهر الضربات المقصية في التاريخ في الوقت الإضافي من مباراة الدور قبل النهائي بين فرنسا وألمانيا في إسبانيا 1982؟ أم أنها تعتمد على موهبة المنفّذ كما أشار إلى ذلك لاعب الكرة الشاطئية، غابرييل غوري، ملك الضربات المقصية؟ حيث قال لموقع FIFA. com خلال بطولة البرتغال 2015: "إنها ثمرة الكثير من التدريب، التدريب والتعود، أنا أيضًا ألعب كرة القدم وعلى العشب تحصل على مثل هذه الفرصة مرة واحدة في الموسم. على الرمال يجب أن يتعود اللاعب على رفع الكرة في أول فرصة والبحث عن مثل هذه التسديدات"، لا يزال النقاش مفتوحًا في هذا الصدد.

من ليونيداس إلى مارلوني ومرورًا بليرا

في السنوات الأخيرة، اختير هدف واين روني في مباراة القمة بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في فبراير/شباط 2011 (هدف القرن) في الدوري الإنجليزي الممتاز.. وماذا يمكن القول عن زميله الجديد، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي سجّل من ركلة مقصية هوائية أطلقها من مسافة بعيدة من المرمى في المباراة الودية بين السويد وإنجلترا في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.. وفي الشهر ذاته من العام نفسه، فعل الفرنسي فيليب ميكسيس مع ميلان الأمر نفسه من الزاوية اليمنى لمنطقة جزاء فريق أندرلخت.

وللمفارقة، في فرنسا عندما يتحدثون على الضربات المقصية لا يأتي فورًا إلى أذهانهم اسم اللاعب السابق لأوكسير، وإنما اسم جان بيير بابان أو أمارا سيمبا بفضل قدرتهما على تنفيذها بشكل صحيح في مناسبات متعددة.

في جميع أنحاء العالم هناك أيضًا بعض الأسماء التي ارتبطت بهذه التقنية إلى الأبد بعد أن نفذوها هؤلاء اللاعبين بنجاح مرارًا وتكرارًا: مثلًا فيشر في ألمانيا أو هوغو سانشيز في المكسيك، وفي إيطاليا كان المدافع الأوسط السابق في فريق يوفنتوس، كارلو بارولا يُطلق عليه لقب "سينيور روفيسياتا" (سيد الضربات المقصية). وفي البرازيل، إلى جانب ليونيداس، نتذكر دون شك وينديل ليرا، الفائز بجائزة بوشكاش، والذي اعتزل اللعب بعد بضعة أشهر من تركه بصمة في تاريخ كرة القدم بفضل تحفته الفنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com