كيف جدّد لوف شباب ألمانيا؟
كيف جدّد لوف شباب ألمانيا؟كيف جدّد لوف شباب ألمانيا؟

كيف جدّد لوف شباب ألمانيا؟

اختتم المنتخب الألماني لكرة القدم مبارياته الدولية عام 2016 بالتعادل مع مضيفه منتخب إيطاليا بدون أهداف وديا، في الوقت الذي يركز فيه يواخيم لوف مدرب الفريق على بطولة كأس القارات العام المقبل ونهائيات كأس العالم بروسيا عام .2018

واتسم أداء الفريق بالقوة خلال اللقاء الذي جرى أمس الثلاثاء بملعب سان سيرو بمدينة ميلانو الإيطالية، رغم اعتماد لوف على عدد من المواهب الشابة من أجل منحهم الفرصة لإثبات قدراتهم مع الفريق.

وأثنت صحيفة (سود دويتشه تسايتونغ) الألمانية على الأداء الجيد للفريق في المباراة حيث قالت "حتى في ظل الاعتماد على فريق كامل من الشباب اتسم أداء بطل العالم بالثقة".

ولم يتهدد مرمى المنتخب الألماني إلا نادرا خلال المباراة، ليواصل الفريق حفاظه على نظافة شباكه للمباراة السادسة على التوالي.

ولكن في نفس الوقت، فإن هجوم الفريق عجز عن تشكيل أدنى خطورة على دفاع إيطاليا، وهي المشكلة التي مازالت تؤرق المنتخب الألماني لأكثر من عام تقريبا، خاصة خلال مشاركته في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا الصيف الماضي، الذي شهد خروج منتخب الماكينات من الدور قبل النهائي عقب الخسارة أمام أصحاب الأرض.

ومع اعتزال قائد الفريق باستيان شفاينشتايغر والمهاجم لوكاس بودولسكي دوليا، فإن لوف يسعى حاليا لإعادة هيكلة الفريق قبل المهمة القادمة التي تنتظره في روسيا خلال العامين المقبلين.

وشهد العام الحالي انضمام تسعة لاعبين إلى صفوف منتخب ألمانيا للمرة الأولى، حيث كان آخرهم سيرجي جنابري مهاجم فيردر بريمن، وبنيامين هينريتشز مدافع بايرليفركوزن اللذين لعبا أمام سان مارينو يوم الجمعة الماضي في تصفيات كأس العالم، بالإضافة إلى يانيك جيرهارد لاعب وسط فولفسبورغ الذي شارك أمام إيطاليا.

كما ضم لوف مجموعة أخرى من اللاعبين الشباب إلى رحلة الفريق إلى ميلانو من بينهم جوليان فيجل وليون غوريتزكا وغوشوا كيميتش، الذي بات أحد الركائز الأساسية في المنتخب الألماني منذ انضمامه للمرة الأولى إلى الفريق خلال يورو .2016

وتحدثت الصحيفة الألمانية عن "التعلم بالممارسة" للاعبين الشباب الذين حصلوا على فرصة اللعب أمام إيطاليا في ظل غياب العديد من النجوم الكبار مثل سامي خضيرة وتوني كروس وجيروم بواتينج ومسعود أوزيل والحارس مانويل نوير.

وقال لوف عقب المباراة "بإمكاننا أن نأخذ الكثير من البصيرة من مباراة اليوم".

أضاف المدرب الألماني "لقد كنا جيدين في الهجوم خلال الشوط الأول على وجه الخصوص، برغم تراجع أدائنا نسبيا في الشوط الثاني. واكتسب اللاعبون الشباب خبرة بالغة الأهمية من خلال اللعب أمام مثل هذا الحشد الكبير من الجماهير".

وأوضح لوف "يمكننا أن نشعر بالسعادة من رحلتنا إلى إيطاليا. حافظنا على نظافة شباكنا للمباراة السادسة على التوالي. ونتائجنا خلال عام 2016 تبدو جيدة حقا".

وتابع "نريد تعزيز حظوظنا في التأهل للمونديال وتجنب تراجع الأداء، وهو ما فشلنا في القيام به خلال استعداداتنا للمشاركة في يورو 2016".

واتفق توماس مولر 27/ عاما/ الذي ارتدى شارة قيادة الفريق في المباراة، في الرأي مع لوف، حيث قال "أود أن أثني على أداء اللاعبين الشباب، يمكن لأي فرد أن يرى الآن امتلاكنا للكثير من المواهب الشابة في ألمانيا. إنني فخور بقيادة أولئك اللاعبين في اللقاء".

وبدت وجهة نظر المدافع المخضرم ماتس هوميلس، الذي يتساوى في العمر مع مولر، متطابقة، حيث قال "إن هذا الكم من المواهب الواعدة يبدو مثيرا للإعجاب بالفعل. أتمنى مواصلة التحسن في الأداء. لا أحد منهم يعتقد أنه يمثل بطل العالم حقا".

ويعتبر ليون غوريتزكا لاعب وسط شالكه، أحد اللاعبين الذين أفرزهم النظام الألماني للاعبين الشباب الذي خضع لعملية إصلاح شاملة عقب المشاركة الكارثية لمنتخب ألمانيا في بطولة يورو 2000 التي لم يحقق خلالها الفريق أي فوز.

وقال غوريتزكا "لقد ذهب كثير منا إلى المنتخبات الوطنية للناشئين بفلسفتهم الموحدة. وإذا كان أي منا قد انتقل بعد ذلك الحين للعب مع النجوم الكبار واستمع لكل ما يقولونه له، فإنه سيظهر بمستوى جيد جدا".

ويمضي المنتخب الألماني بشكل جيد نحو التأهل لكأس العالم، بعدما فاز في جميع مبارياته الأربع التي خاضها بالتصفيات حتى الآن، بعكس حملته المتعثرة في التصفيات المؤهلة ليورو 2016، ولكنه يتعين عليه مواصلة العمل الجاد لتقوية خط هجومه.

ويعد ماريو غوميز هو المهاجم الصريح الوحيد في قائمة لوف حاليا، وبينما قدم غنابري أداء رائعا بعدما أحرز ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الألماني أمام سان مارينو، فإن هذا يبدو غير كاف للقول بأن الهجوم الألماني على ما يرام حاليا.

وربما يمنح ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لمنتخب ألمانيا بعض الإلهام للاعبي الهجوم الآن، عقب انضمامه للطاقم التدريبي للفريق، ولكن في جميع الأحوال، فإن هناك ارتياحا في المعسكر الألماني في نهاية العام الذي بدأ بالخسارة 2 / 3 أمام منتخب انجلترا، الذي سيكون المنافس الأول الذي سيواجه منتخب ألمانيا عام 2017 أيضا، وذلك حينما يلتقي معه وديا بمدينة دورتموند الألمانية في 22 آذار/مارس المقبل.

وصرح لوف "هناك استنتاجات إيجابية برغم خروجنا من الدور قبل النهائي لليورو، وبشكل عام فإن ما قدمناه على مدار العام يبدو جيدا. أتيحت لنا فرص ولكننا لم نغتنمها. سنواصل العمل على ذلك".

واختتم لوف حديثه قائلا "لقد قدمنا بعض اللاعبين الشباب للفريق. ولهذا السبب أرى أن المستقبل يبدو مشرقا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com