ما رأي الطب النفسي بالعنف المنتشر في يورو 2016؟
ما رأي الطب النفسي بالعنف المنتشر في يورو 2016؟ما رأي الطب النفسي بالعنف المنتشر في يورو 2016؟

ما رأي الطب النفسي بالعنف المنتشر في يورو 2016؟

بات العنف هو السمة السائدة في بطولة أوروبا لكرة القدم التي تستضيفها فرنسا حتى العاشر من الشهر المقبل، إذ بدأ العنف قبل مباراة إنجلترا وروسيا ضمن المجموعة الثانية في مرسيليا وانتقل إلى مدينة ليل لكنه حتى اللحظة لم يستشري إلى باق المجموعات.

هذا العنف والشغب الجماهيري الذي عادة ما يبدأ قبل المباريات ويستمر إلى ما بعدها وقع في الأساس بين الجماهير الإنجليزية والروسية وتدخلت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية بمدافع المياه والغاز المسيل للدموع للسيطرة على الموقف ، رغم ذلك تعرض الكثير من الجماهير بين الجانبين وأفراد الشرطة كذلك لإصابات عديدة.

ووصل الأمر إلى أن قضت إحدى محاكم مرسيليا يوم الخميس بسجن ثلاثة مشجعين من روسيا لمدة عام واحد و18 شهرا وعامين على الترتيب بتهمة التخطيط لأعمال عنف ومحاولة ايذاء أشخاص واتلاف ممتلكات.

وقالت الشرطة الفرنسية في بيان إنها اعتقلت 36 شخصا على الأقل بعد اشتباكات مع مشجعي كرة القدم الانجليز في مدينة ليل بشمال فرنسا.

وعن أسباب هذا العنف المستشري في البطولة التي تضم أفضل منتخبات العالم وأرقى شعوبها والاكثر تحضرا قال الدكتور محمد غانم رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب جامعة عين شمس المصرية وأمين عام الصحة النفسية الأسبق إن كرة القدم أصبحت مسرحا للاختلاف بين الجماهير لأنها أخذت أكثر من حقها إعلاميا وسياسيا.

وأضاف غانم في اتصال هاتفي مع إرم نيوز "كرة القدم تحولت من مجال للمتعة وتفريغ لشحنات الانتماء إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير ، حيث تحولت إلى ما يشبه ساحة الحرب بعدما بات تفريغ الشحنات في الحرب غير متاح حاليا. فالاختلافات بين الشعوب من خلال الحروب لم يعد متاحا لتتحول الرغبة في الانتصار إلى الملاعب خاصة كرة القدم."

وشدد غانم على أن الإعلام والسياسة يلعبان دورا مهما في شحن الجماهير ، موضحا "الخطأ ليس خطأ الجماهير التي تتعرض لشحن إعلامي وسياسي زائد عبر تصوير أن الانتصار في مجرد مباراة هو انتصار للشعب والبلد فيستغل الإعلام والسياسة تلك الجماهير المخدوعة لإثارة النعرات خاصة وأن الأحزاب الحقيقية في العالم هي أحزاب سياسية ولا اختلاف في العنف بين شعوب متحضرة وأخرى متخلفة."

وعن أسباب استمرار العنف إلى ما بعد المباريات وتأثير تناول الخمور عليه قال رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب جامعة عين شمس "التركيز على المباراة قليل لأن وقتها بالتبعية قليل فيستمر العنف إلى ما بعدها وكأن الجماهير وعنفها لا ينتهيان. كما أن تناول الخمور والحبوب المهلوسة يزيد الشحن لدى الجماهير ويجعل الفرد يسير مع الجماعة تحت ما يسمى باسلوب القطيع فينفذ ما تقوم به الجماعة وتأمره به دون أدنى مقاومة."

وكانت السلطات الفرنسية نشرت أعدادا كبيرة من الشرطة في شوارع ليل وفرضت حظرا شديدا على بيع الخمور للحيلولة دون تكرار أعمال العنف التي شابت مباراة انجلترا وروسيا هناك يوم السبت الماضي.

ونجحت الشرطة في التفريق بين مشجعي المنتخبين لكن التوتر تصاعد في المساء واستخدمت الشرطة مرارا رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المشجعين قرب محطة القطارات الرئيسية.

وبعد منتصف الليل بقليل بدأ المشجعون الانجليز وعلى نحو مفاجئ في ملاحقة الجماهير الفرنسية التي كانت تحتفل بفوز منتخبها على ألبانيا. وتدخلت الشرطة سريعا لإبعادهم من المنطقة أمام المحطة واستخدمت أيضا رذاذ الفلفل للتصدي لهم.

وعبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يوم الخميس عن أسفه لأعمال العنف لكنه لم يقدم على أي خطوات عقابية بحق المشجعين أو الفرق الرياضية وذلك بعدما هدد باستبعاد المنتخب الروسي والإنجليزي من البطولة.

واتفقت الدكتورة هبة عيسوي استاذ الطب النفسي جامعة عين شمس مع الدكتور غانم في أن تأثير تناول الخمور كبير على العنف بين الجماهير ، موضحة "عندما يتناول الشخص الخمور يفقد الوعي تدريجيا ويزداد لديه الشعور بالاضطهاد الذي يولد العنف لأتفه الأسباب."

وأضافت "الاختلاف وقبول الأخر بات غير موجود حاليا في عالمنا بصرف النظر عن تقدم الشعوب أو تخلفها. فالعوامل الاقتصادية والتعليمية والثقافية تتلاشى في مثل هذه المواقف فتحولت الرياضة من مكان للهو والمتعة إلى مسرحا لإبراز سياسة الاختلاف التي يزيدها العنف ليثبت لكل شعب ودولة أنه الأفضل والأقوى الذي لا يجب أن يخسر أو ينهزم لذلك فالعنف يستمر طويلا دون الوصول إلى حل جذري لإنهائه."

ومع استمرار البطولة من الممكن أن تزداد وتيرة العنف المتصاعد بين الجماهير حتى في حال وداع روسيا للبطولة ، فالعنف ممكن أن يستشري بين جماهير الدول الأخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com