ملحق كأس العالم..سياسة ومكائد وإثارة
ملحق كأس العالم..سياسة ومكائد وإثارةملحق كأس العالم..سياسة ومكائد وإثارة

ملحق كأس العالم..سياسة ومكائد وإثارة

تشهد مباريات ملحق تصفيات كأس العالم لكرة القدم رحلات مرهقة بين القارات، واستقبالا عدائيا من جماهير، وصراعات بين ثقافات كروية على طرفي نقيض.

ولا يوجد في كرة القدم ما يشبه مباريات الملحق؛ التي تشهد مواجهات بين فرق من قارات مختلفة. وتشهد تلك المباريات مواجهات بين فرق من كل حدب وصوب، من خلال لقائي ذهاب وإياب على أمل الوصول للنهائيات.

فقد سبق أن التقت المجر مع بوليفيا، ولعبت ترينيداد وتوباغو ضد البحرين.

وما بين رفض الاتحاد السوفيتي السفر إلى تشيلي في 1973 إلى إلقاء اللوم على ثقب بالشبكة في حرمان أستراليا من بلوغ نهائيات 1998 تحمل تلك المباريات الصعبة والمثيرة -دوما- تاريخا من المكائد والإثارة.

وخلال اليومين المقبلين ستحل أستراليا ضيفة على هندوراس أولا كما ستسافر بيرو، الغائبة عن النهائيات منذ 36 عاما، إلى نيوزيلندا.

وتملك أستراليا باعًا طويلا في مباريات الملحق؛ بعدما شاركت به خمس مرات من قبل وهو رقم قياسي.

لكنها تفوقت مرة واحدة في الملحق أمام أوروغواي في 2005 لتثأر من خسارة مؤلمة أمام المنافس نفسه قبلها بأربع سنوات، بعد مزاعم حول معاناة فريقها من التخويف في مونتيفيديو.

وقالت أستراليا إن "لاعبيها تعرضوا لاحتكاكات وإهانات من قبل جماهير أوروغواي في الطريق إلى حافلة الفريق بعد تفتيش جمركي غير تقليدي في المطار.

وتم تصعيد الأمر إلى المستوى الحكومي، وقال جون هاوارد رئيس وزراء استراليا آنذاك، إن هذا "سلوك مزر ولا يغتفر"؛ ما استدعى اعتذار سفير أوروغواي.

* تحول درامي

وقبل ذلك بأربع سنوات خسرت أستراليا مواجهة أخرى غير تقليدية ضد إيران.

وانزعجت جماهير إيران من تقارير حول استقدام فريق أستراليا لأطعمة معه إلى طهران، لذا ألقى مشجعون بمخبوزات نحو الملعب في مباراة الذهاب في إيران وسط حضور نحو 120 ألف مشجع.

ورغم ذلك تعادلت أستراليا 1-1 في إيران ثم تقدمت 2-صفر إيابا على أرضها، وبدا أنها ستشق طريقها نحو كأس العالم 1998 لكن حدث تحول درامي آخر.

فقد نزل أحد مشجعي أستراليا وألحق ضررًا بشباك مرمى إيران، وتوقف اللعب لبضع دقائق حتى إصلاح الأمر؛ ما أخمد حماسة أستراليا لتستغل إيران الفرصة وتتعادل 2-2 منتزعة بطاقة التأهل.

وقبل 25 عاما واجه الاتحاد السوفيتي منافسه تشيلي في خضم الحرب الباردة من أجل حجز مكان في نسخة 1974.

وكان إستاد ناسيونال في سانتياجو مقر لقاء الإياب في تشيلي يستخدم كمعسكر اعتقال بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة الرئيس سلفادور اليندي.

ورفض الاتحاد الدولي (الفيفا) طلبا من الاتحاد السوفيتي بتغيير مكان المباراة؛ لذا انسحب الفريق الزائر من المواجهة بعد التعادل دون أهداف على أرضه ذهابا.

لكن الأمور مضت قدما ونزل منتخب تشيلي أرض الملعب بمفرده وسجل هدفا ثم أطلق الحكم صافرة النهاية.

* أول ملحق

وأقيم أول ملحق بين منتخبات من قارات مختلفة عام 1958 حيث بدا أن إسرائيل ستتأهل للنهائيات دون مواجهة أي منافس بعد انسحاب تركيا واندونيسيا والسودان من اللعب ضدها.

لكن الفيفا قرر أن تخوض إسرائيل مباراة على الأقل وتحددت ضد فريق أوروبي وهو ويلز الذي تفوق 4-صفر في مجموع المباراتين ليبلغ النهائيات.

وبعد 32 عاما خسرت إسرائيل ثانية. فقد نافست إسرائيل بمنطقة الأوقيانوس لأسباب دبلوماسية وتفوقت في مجموعة تضم أستراليا ونيوزيلندا، قبل أن تخوض الملحق مجددًا أمام كولومبيا بقيادة كارلوس فالديراما لتخسر 1-صفر في مجموع المباراتين.

ويركز الفيفا حاليا على تلك النوعية من المباريات المثيرة والحساسة؛ لتجنب أي ممارسات مقلقة مثل: عزف الموسيقى الصاخبة أمام مقر إقامة الفريق الزائر لإيقاظ اللاعبين طوال الليل قبل المباراة. ورغم تسليط وسائل إعلام أسترالية الضوء على انتشار العصابات الإجرامية في سان بيدرو سولا وارتفاع معدلات القتل قال لاعبو أستراليا إنهم "وجدوا استقبالا جيدا في هندوراس".

لكن الأمور ستكون أقل احتفالية في الملعب. وقال انطوني لوزانو قائد هندوراس "يجب أن تخرج كل ما في جعبتك في تلك المباريات ..بل ويجب أن تجهز على المنافس إن استطعت".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com