الجزائر تسحب قوات الشرطة من الملاعب لتفادي الإصابات

قررت وزارة الداخلية الجزائرية سحب قوات الشرطة من الملاعب بشكل تدريجي بعد الإصابات التي خلفتها أحداث العنف التي شهدتها الملاعب المحلية خلال الموسم الماضي، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية في معدات ومركبات الأمن الوطني.

وأقرّ اللواء عبدالغاني هامل قائد الأمن الوطني في الجزائر، بصعوبة المهمة التي كانت مسنودة سابقًا لعناصر الجهاز الأمني، مستدلًا بوقوع نحو 324 إصابة في صفوف المنتسبين للجهاز وتحطم 96 عربة تابعة للشرطة في ظرف موسم واحد.

وأفاد هامل أنه تدارس مع وزير الداخلية نورالدين بدوي بشأن عملية السحب التدريجي من الملاعب على أن تقتصر المأمورية على التدخل السريع حال الإخلال بالنظام العام، ومفهوم هذا الكلام أن الشرطة لن تتدخل مستقبلًا إلا في حالة نشوب مواجهات حادة بين الأنصار.

وذكر المسؤول الأمني خلال مؤتمر حول الأمن والرياضة، الثلاثاء، بالعاصمة الجزائرية، أن مهمة تأمين المقابلات الكروية في ملاعب البلاد ستنتقل إلى أعوان مدنيين يتم تكوينهم خصيصًا لغرض الحماية بالمدرجات حال نشوب مواجهات بين المشجعين، مبرزًا أن الشرطة المحلية تنازلت طوعًا عن منحة "الملاعب" لفائدة تكوين مدنيين بديلًا لهم.

وبدروه، اقترح رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة منع المراهقين مستقبلًا من دخول الملاعب، بمبرر أنهم يتورطون في أعمال عنف وشغب خلفت مآس خلال الموسم الماضي، وصلت إلى حد ارتكاب جرائم قتل العمد بواسطة الأسلحة البيضاء المحظورة والزجاجات الحارقة.

ولا يُعتقد أن السلطات الجزائرية ستتمكن بفضل هذه الإجراءات من القضاء النهائي على آفة العنف داخل الملاعب حيث سبق للحكومة تجنيد أجهزة الدولة لمحاربة الظاهرة لكنها فشلت فشلًا ذريعًا ولم تحقق أي قفزة في الاتجاه الصحيح، إذ تزايدت أعمال الإجرام داخل الملاعب وجعلت الدوري الجزائري الأسوأ في تاريخ الكرة، بينما ضُربت سمعة الرياضة المحلية في الصميم.

ولم تستطع الجزائر منذ سنتين، مسح فضيحة مقتل اللاعب الكاميروني إيبوسي بودجنقو مهاجم شبيبة القبائل بعد تعرضه لإصابة في الرأس بمقدوفة من الجماهير خلال مقابلة كروية جمعت فريقه بمنفسه اتحاد الجزائر بمحافظة "تيزي وزو" أواخر شهر أغسطس 2014، في حادثة غير مسبوقة لكنها تؤشر على مدى استفحال آفة العنف في ملاعب البلد.