مهمة في شرم الشيخ
صنع البطل المغربي، بدر هاري من معالم بلاده وزيها الشعبي، حدثا في كل وسائل الإعلام العالمية حينما استضاف البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد الاسباني، منذ شهر تقريبا، ذلك الأخير قضى عدة أيام في المغرب التي أصبحت بعد تلك الرحلة واحدة من أهم البلدان التي ترصدها صحف أوروبا بل والعالم العربي، بما يحمله ذلك من فوائد لو نظمت لها حملات دعائية لصرفت ملايين الدولارات.
وفي عز المحنة المصرية، فشل كل مسؤوليها في استغلال أسماء أبنائها لصد هجمات شرسة تعرضت لها مدينة شرم الشيخ منذ حادث الطائرة الروسية المنكوبة، فكل الأفكار داخل الصندوق رتيبة بليدة، غالبا لن تُصدق لأن الهدف من ورائها معروف لأنه بطبيعة الحال "مدفوع".
مصر تمتلك مجموعة من لاعبي كرة القدم المحترفين في القارة الأوروبية بين انجلترا وإيطاليا والبرتغال، أسماء مثل محمد صلاح وأحمد المحمدي وأحمد حسن كوكا، يمكنهم تقديم الكثير لمصر وشرم الشيخ تحديدا بعدما أعلنت حكومات عديدة منع مواطنيها من السفر لسيناء، بل وقررت إطلاق رحلات طيران، لإعادة المتواجدين هناك بالفعل.
اطلق خيالك ليبتعد قليلا عن كلمات موظفي وزارة السياحة المصرية، وتخيل رحلة لمحمد صلاح مع فرانشيسكو توتي أو هازارد أو فابريجاس في شرم الشيخ، كيف ستغطيها وسائل الإعلام الانجليزية والايطالية، كيف سينهي الأمر انطباعا متخلفا تركته الصحف الانجليزية عن المدينة بعد حادث الطائرة المنكوبة، ماذا لو فعلها ميدو بعلاقاته الرائعة مع لاعبين ومدربين عالميين، ماذا لو قرر أحمد المحمدي أن يخدم بلده بعدما قرر هيكتور كوبر معاقبته على ذنب لم يقترفه!، ماذا لو أراد فرعون مصر الجديد في بلاد كريستيانو رونالدو، أحمد حسن كوكا، من دعوة زملائه لرحلة إلى شرم الشيخ!.
لو نشر كل نجم سيأتي لشرم الشيخ رفقة نجوم مصر صورة أو اثنتين له خلال الرحلة تبرز جمال المدينة وأمنها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تكتظ بملايين المعجبين من كل دول العالم لمُحيت تلك الصورة، التي جعلت شرم الشيخ أمام الأوروبيين كجهنم الحمراء، بممحاة للأبد.
الأجمل من كل ما كتب من سطور أن نرى مبادرة مثل تلك تخرج من هؤلاء النجوم دون أن تتم دعوتهم رسمياًمن قبل مسؤولين، لأن ذلك غالبا لن يتم، فشخص يخرج لوسائل الإعلام ليقول إن السائح الروسي غير مهم لأنه لا يدفع أكثر من 20 دولارا في الليلة، غالبا لا يعرف من هو صلاح أو ميدو، وربما لا يعرف من هو بدر هاري أصلا!.
