لماذا فقد النادي الأهلي بريقه في ميركاتو الشتاء بالدوري المصري؟

تتبقى ساعات قليلة ويغلق باب الانتقالات الشتوية الجارية في بطولة الدوري المصري، وسط ظاهرة لافتة بتراجع النادي الأهلي، حامل اللقب، على صعيد الصفقات المطلوبة لتدعيم صفوف الفريق الأحمر في شهر يناير الجاري.

وأبرم النادي الأهلي صفقتين فقط في ينايرن الأولى بضم صانع ألعاب منتخب الشباب وفريق غزل المحلة محمد فخري صاحب الـ 19 عاماً، وأيضاً علي لطفي، حارس مرمى فريق إنبي.

وتعرض مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب لحملة من الانتقادات الواسعة بسبب ضياع بعض الصفقات التي كان مقرراً ضمها على رأسها صفقة المدافع، بعد تعثر انضمام السوري أحمد الصالح وأحمد سامي، لاعب المقاصة، وثنائي سموحة ياسر إبراهيم وعبد الله بكري، بجانب ضياع محاولات أخرى لضم محمود حسن "تريزيغيه"، لاعب وسط قاسم باشا التركي، وأخرها أيضًا صفقة محمد عنتر، الذي انتقل لنادي الزمالك، بعد سجال إعلامي قوي بين الناديين.

وتراجع بريق النادي الأهلي في الانتقالات الشتوية لعدة أسباب يرصدها "إرم نيوز" في التقرير الآتي:

تغيير سياسة الإدارة

يدفع النادي الأهلي ثمن تغيير السياسة الإدارية، فالمجلس السابق بقيادة محمود طاهر كان يدفع مبالغ باهظة لضم صفقات جديدة، ولا يبخل بأي مبالغ مالية لاستقدام لاعبين على أعلى مستوى خاصة الأجانب.

ونجح طاهر ومجلسه في تسويق اللاعبين وبيعهم بمبالغ عالية، وبالتالي لم يخسر النادي مالياً، بينما يبحث المجلس الحالي عن ضم اللاعبين بأسعار  قليلة ولا يفكر في طرق لتسويق هؤلاء  اللاعبين، بدليل أنه أعار بعض اللاعبين بمقابل مالي أقل من المتوقع، مثل مؤمن زكريا الذي رحل للأهلي السعودي مقابل 400 ألف دولار، بينما انضم التونسي أمين بن عمر لاعب النجم الساحلي التونسي مقابل مليون دولار.

عودة القيعي نعمة أم نقمة؟

تبقى عودة عدلي القيعي لإدارة التعاقدات بالنادي الأهلي مثيرة للجدل، فالبعض يرى أنها خطوة إيجابية خاصة أن القيعي يمتلك خبرات طويلة في هذا الملف، واستقطب للأهلي بضع صفقات مؤثرة، وتاريخية في ظل فشل واضح للدكتور عصام سراج، رئيس إدارة التعاقدات السابق.

وعلى عكس المتوقع، فالأمر يبدو نقمة في السياسة التفاوضية من جانب القيعي، خاصة أنه يحاول تصدير الأزمات للأندية الأخرى، ويتعامل بمنطق أن الأهلي لا يحتاج صفقات، وهو الأقوى دفاعاً وهجوماً بل وطالب بضبط أسعار الصفقات.

تغيير خريطة المال

تغيرت خريطة المال بالنسبة للنادي الأهلي، الذي كان يملك السيطرة على سوق المال في الأندية المصرية بفضل تواجد حسن حمدي، الرئيس الأسبق، على مقعد رئاسة وكالة الأهرام للإعلان التي كانت راعية لجميع أندية الدوري.

ويبدو الأمر مختلفاً تماماً حالياً، خاصة أن هناك شركة راعية أخرى تتعامل مع جميع الأندية بمعايير مختلفة عما كان يحدث من وكالة الأهرام، بل وهذه الشركة لا تفضل الأهلي بفوارق كبيرة في حقوق البث وتدعم الأندية الأخرى.

ولجأ المجلس السابق بقيادة المهندس محمود طاهر لمنح الفرصة للاعبي الفريق للاحتراف في قارة أوروبا من أجل إنعاش خزائن النادي، وهو ما جعل الأهلي يبيع 4 لاعبين بمقابل يتخطى 20 مليون دولار وهم: الغابوني ماليك إيفونا، وأحمد حجازي، ورمضان صبحي، وتريزيغيه إلى أندية تيناجين الصيني، ووست بروميتش ألبيون وستوك سيتي الإنجليزيين، وأندرلخت البلجيكي.

وجود سوق خارجية

اختلفت الحال بالنسبة للنادي الأهلي في فترة الانتقالات الشتوية، فالسوق أصبحت متوفرة لأندية خارج مصر تتابع نجوم الدوري بل وتدفع الملايين من الدولارات لضمهم وهو ما زاد من صعوبة المهمة على الأهلي.

تحرك الأهلي لضم حسين الشحات، صانع ألعاب مصر المقاصة، في شهر يناير الجاري ولكن العين الإماراتي قدم عرضاً لا يقاوم بسداد نصف مليون دولار لضم  اللاعب لمدة 4 أشهر فقط.

وأثار الاهتمام الخليجي بلاعبي الدوري المصري أيضاً مشاكل للأهلي في الاحتفاظ بنجومه داخل الفريق بدليل أن الأهلي أعار 3 لاعبين للدوري السعودي، هم: مؤمن زكريا للأهلي، وأحمد الشيخ للاتفاق، وعماد متعب للتعاون، بجانب أن أحمد فتحي متمسك بقوة بالرحيل لنادي الشباب الذي تقدم بعرض رسمي لضمه.

وأشار عمرو أنور، المدير الفني الأسبق لنادي الاتحاد السعودي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن الدوري السعودي قوي، واستقطابه لنجوم الكرة المصرية أمر في غاية الأهمية على الصعيد المالي للأندية، فالكرة أصبحت استثمارًا، والأندية تستطيع تجديد دمائها باستمرار؛ لأن مصر غنية بالمواهب.

وأوضح أن الأمر لصالح الكرة المصرية والنادي الأهلي وليس ضده إذا استغله الأهلي جيداً، خاصة أن الأندية حالياً مليئة بالمواهب وتستطيع أن يتم اكتشاف لاعبين مميزين.