كرة القدم في قطاع غزة بين الإهمال وترهل اللاعبين
كرة القدم في قطاع غزة بين الإهمال وترهل اللاعبينكرة القدم في قطاع غزة بين الإهمال وترهل اللاعبين

كرة القدم في قطاع غزة بين الإهمال وترهل اللاعبين

لم يترك الانقسام الفلسطيني جانب من الجوانب في قطاع غزة، إلا وأثر عليه تأثيرا سلبيا، وساهم في تأخير تقدمه لمواكبة التطور العربي والعالمي، لا سيما لعبة كرة القدم الأكثر شعبية على مستوى العالم منذ عقود طويلة، ويتابعها الجميع من كافة الأعمار، حيث أثر الوضع الراهن في القطاع تأثيرا سلبيا على لعبة كرة القدم مما أدى إلى تراجعها وضعف أدائها، مقارنة بالدول المجاورة ولا سيما الضفة الغربية الجزء الآخر من فلسطين.

ويعاني القطاع من مشاكل جمة حصرت لعبة كرة القدم واللاعبين في إطار ضيق جدا بسبب ضعف الإمكانيات، وشح الأدوات والدعم، وعدم تطبيق الاحتراف الحقيقي واللجوء إلى الاحتراف المبطن.



وقال كابتن خالد أبو زاهر "إعلامي رياضي"، بأن لعبة كرة القدم بغزة كانت مزدهرة في ثلاثينيات القرن الماضي، وبأنه تم تأسيس أول اتحاد فلسطيني لكرة القدم عام 1928م، وبأن فلسطين شاركت في تصفيات كأس العالم لكرة القدم عام 1934م، مبينا أن الاحتلال الإسرائيلي ساهم في تراجع ممارسة لعبة كرة القدم.

وأوضح بأن لعبة كرة القدم تنقسم إلى نظام للاحتراف ونظام للهواية، ونظام الاحتراف منصوص عليه في لوائح الاتحاد الدولي والاتحادات الأخرى والآسيوية، وبطولات المحترفين لها شروط ومواصفات تتعلق بالرواتب والمواعيد والضمانات، وبأن نظام الهواية يخضع لقوانين، لكنها أقل التزاما لدى اللاعبين من تطبيق الاحتراف.



ومن جانبه، بيّن سليم المصدر مدير نادي "سبورت لاند" بأنه لا يوجد مساحات متاحة لممارسة هذه اللعبة كما كان سابقا للمساهمة في كشف المواهب والمهارات للاعبين وصقلهم في الأندية، ومن الصعب على معظم الفرق توفير ساعات كافية للتدريب، موضحا أن عدد الأندية التي تمارس اللعبة 19 ناديا، وعدد الملاعب ملعب واحد ذلك يؤدى عكسيا بأثر سلبي على الفرق واللاعبين، حيث أصبح التدريب مقتصرا على ملاعب الأندية المرصوفة والتي تحطم اللياقة للاعبين.



ومن ناحيته، أوضح اللاعب وائل أبو كرش نائب رئيس نادي مشجعي نادي الزمالك في قطاع غزة بأن لعبة كرة القدم تفتقر للدورات والملاعب والقيم المادية، وتعانى من صعوبة التواصل بين غزة والضفة، مبينا أن الأندية في قطاع غزة تطبق ظاهرة الاحتراف المبطن "الغير حقيقي"، حيث يتقاضى اللاعب مبالغ مالية من ناديه.

وعن تطبيق الاحتراف، بين اللاعب غسان البلعاوى أن الاحتراف يطبق في الضفة الغربية وعلى اللاعب المحترف التواجد بالضفة للالتحاق بالاتحاد الآسيوي، وكل لاعب محترف يحتاج لميزانية تصل لنصف مليون دولار، المدرب 5 آلاف دولار اللاعب 2000 إلى 3000 دولار، ويتم توفير استاد وعمل لجان تسويق.



ومن ناحيته، أكد إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بأن لعبة كرة القدم في قطاع غزة تعانى من شقين، الحصار المفروض على القطاع والانقسام، قائلاً "عند عقد دورات للحكام المدربين التي يعقدها الاتحاد الآسيوي والدولي نُفاجأ بإغلاق المعبر وعدم وجود تنسيق وكان مفترض المشاركة بدورتين مع الاتحاد الآسيوي ولم نتمكن من ذلك".

وحول الدعم المالي، بين أنه يتم تخصيص مبلغ للنشاط الرياضي حيث تعد الحكومة بتقديم مستحقات خاصة بالرياضة، وتأتي موازنة بضغط من رئيس الاتحاد ويستطيع توفير مبالغ للنشاط الرياضي رجال أعمال.

وأشار إلى أن ظاهرة الاحتراف لها سلبياتها وإيجابياتها لتطوير إمكانيتهم، حيث لا يوجد في غزة احتراف بسبب ضعف الإمكانيات، موضحا أنه يوجد فرق بين العقد الملزم والعقد الشفوي الذي هو علاقة خاصة بين اللاعب، مطالبا أن تخصص وزارة الرياضة مبلغا للمشاركة في البطولات ودعم الأندية التي تعاني من فائض وهي بحاجة لترخيص التكافؤ، قائلا "بدأنا الاتحاد بـ 40 ناديا، الآن يوجد 70 ناديا يجب تقليص عدد الأندية المستوى الفني سيزيد والدعم المالي"، متابعاً "لعبة كرة القدم لم تصل إلى المستوى المطلوب تراجعنا 32 نقطة كثيرا للوراء على مستوى الدول بسبب عدم القدرة على التواصل، برغم تحييدنا الرياضة عن السياسة".

وناشد المسؤولون على الحركة الرياضية، على المستوى الرسمي بدعم الأندية والبطولات وأن تكون معتمدة من الحكومة.



وقال وليد أيوب، نائب رئيس اللجنة الأولمبية سابقا "الوضع صعب ونحن نحفر بالصخر وأسباب هذه المعيقات هي الاحتلال والانقسام والإغلاق ولم نصلح الرياضة بالمطلق"، معبراً عن فخره بالحس الوطني الذي يتمتع به الرياضيون بتشكيلهم لجسم رياضي لأول مرة على مستوى لجنة اولمبية "وفاق رياضي".

ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية لم تخصص ميزانية لدعم النشاط الرياضي مما أصاب الأندية بالعبء المالي، مؤكدا على افتقار البنية التحتية والمرافق لتغطية مصاريف الأندية برغم تطوير بعض الأندية والإنشاءات التجارية غير متوفرة، حيث قال "بأن الاحتراف ليس عبثيا وهو مطلب الفيفا، وأصبحت صناعة واستثمار ظروفنا لا تسمح، بدليل أن أنديتنا تعانى ماليا رغم الاختلاف الجذري هناك انفتاح من قبل الحكومة حتى التواصل".



ووصف محمود نصار مدرب حارس مرمى في منتخب نادي الأهلي، لعبة كرة القدم في قطاع غزة بأنه ينقصها الكثير أهمها الملاعب وتمويل الكوادر المدربة بشكل جيد وتطوير الكادر الإداري، مضيفاً "في قطاع غزة في الماضي، كل شخص يعتمد على نفسه وأن التمويل كان ذاتيا، أما الآن، الأندية تستقطب اللاعبين ليصبح على مستوى الدوري".


الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com