نجوم إيطاليا يساندون رانييري لجائزة أفضل مدرب

عاش جيوفاني تراباتوني مسيرة تدريبية مظفرة استمرت أربعة عقود وكانت حافلة بالألقاب، وذلك بعد مسيرة ناجحة كلاعب قضى فترة منها مع ميلان.

على الرغم من إمضاء أكثر من نصف قرن في اللعبة، فإنه على الأرجح لم ير في حياته مفاجأة كتلك التي حققها نظيره ومواطنه كلاوديو رانييري، الذي قلب فريقه ليستر سيتي جميع التوقعات ليحرز الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، ويدخل رانييري ضمن ترشيحات جائزة الفيفا لأفضل مدرب للرجال عام 2016، صدمت كتيبة رانييري العالم الكروي بأسره، لكن تراباتوني، صديقه القديم، يرى ما حصل بعين مختلفة.

وقال تراباتوني في مقابلة حصرية مع موقع FIFA. com: "بصراحة، لم أتفاجأ بفوز كلاوديو بالدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي.. فبعد النتائج الإيجابية في مطلع الموسم نجح  بخلق حالة من التألق داخل النادي.. هذه الأجواء الإيجابية تستطيع إزاحة الجبال خاصة في كرة القدم الإنجليزية.. قدم ليستر سيتي كرة قدم مشوقة وتحسن مستواه من مباراة إلى أخرى.. كل هذا الأمر يعود إلى إدارة وتنظيم رانييري.. إنه يستحق كامل الاحترام والتقدير للعمل الذي قام به مع ليستر".

أما مسيرة تراباتوني التي امتدت زهاء 40 عامًا فشهدت عمله في مناصب مختلفة ونجح في إحراز اللقب في أربع دول مختلفة مع خمسة أندية.. ويعتقد المدرب الإيطالي الأسطورة أن خبرة رانييري القارية هي التي ساعدته على تحقيق أكبر إنجاز في كرة القدم.

وأضاف: "أستطيع وصفه بأنه مدرب ذكي ويجيد إعداد فريقه.. يملك خبرة كبيرة بعد أن أشرف على تدريب فرق في معظم البطولات الأوروبية الكبرى.. كان أيضًا لاعبًا ذكيًا، مدافعًا ممتازًا، هادئًا ومركزًا كما هو عليه الآن.. هو يأتي من زمن في إيطاليا اعتمدنا فيه على أساليب عدة في كرة القدم.. من أجل أن تتغلب على الفريق المنافس، بغض النظر عن هويته، يتعين عليك أن تقدم عرضًا ممتازًا والاعتماد على خطة مختلفة.. واستطاع بالتالي الحصول على خبرات عدة من هذه الناحية أيضًا".

وأضاف تراباتوني مبتسمًا: "ما حققه رانييري هو انتصار ليس فقط لليستر، لكن أيضًا لكرة القدم الإيطالية، الخبرات التي راكمها عندما كان لاعبًا ومدربًا في الدوري الإيطالي جعلت منه ما هو عليه الآن، هذا أمر في غاية الأهمية لجميع المدربين ولجميع الإيطاليين، نحن في حاجة إلى قصص إيجابية لكي نتحد، نحن فخورون جميعًا عندما نرى أحد مواطنينا يتلقى هذا التقدير الكبير".

ويتنافس رانييري مع مدربين آخرين لنيل لقب أفضل مدرب هما البرتغالي فرناندو سانتوس، مدرب منتخب بلاده المتوج بلقب يورو 2016، والفرنسي زين الدين زيدان الذي قاد ريال مدريد للقب 11 في دوري أبطال أوروبا.

هنا علّق تراباتوني، قائلًا: "صحيح أن سانتوس وزيدان هما اسمان كبيران حققا النجاح هذا العام، لكنني أعتقد أن رانييري يملك فرصة حقيقية للفوز، في بعض الأحيان، فإن شخصيتك، العمل الشاق الذي تقوم به والطريقة التي تصل فيها إلى أهدافك تجعلك تستحق الجائزة.. هذا رأيي فيما يتعلق برانييري.. ولهذا السبب فهو يملك فرصة حقيقية لكي يفوز".

واتفق الكابيتانو، هو اسم ارتبط بلاعب واحد على مدار التاريخ، واشتهر به بفضل قوته الدفاعية وشخصيته القوية داخل الملعب وهو فرانكو باريزي مع تراباتوني في أحقية رانييري بالجائزة.

وقال قائد ميلان التاريخي: "إذا تحدثنا عن المدربين الثلاثة المرشحين فإنهم قدموا سنة رائعة، فمدرب البرتغال فاز بكأس الأمم الأوروبية لأول مرة في تاريخ البلاد، أما زين الدين زيدان فخاض سنة كبيرة مع ريال مدريد وتوج معه بدوري أبطال أوروبا وهذا أمر رائع، أما رانييري، فما قدمه مع ليستر سيتي كان معجزة كروية وتحققت، فلا يمكن تسمية تتويجه بالدوري الإنجليزي الممتاز إلا بالمعجزة التي يستحيل تحقيقها".

وبما أن باريزي إيطالي الجنسية، يعلم جيدًا أن الإنجاز الذي حققه ابن بلده لم يكن سهلًا بتاتًا، وقال عن كلاوديو: "رغم صعوبة الفصل في من هو الأفضل في الكثير من الأحيان، لكن هذه المرة أقول ومن دون تردد رانييري هو الأفضل هذا العام، بالنظر للإنجاز الكبير الذي حققه في البريمرليغ".