يمر الأهلي في بداية هي الأسوأ له منذ سنوات في دوري روشن السعودي للمحترفين، بعد أن تعرض لخسارته الثانية في 5 مباريات حتى الآن.
تلك الخسارة هي مؤشر خطير للغاية للفريق الجداوي، الذي تحول من توقعات المنافسة على اللقب في الموسم الجديد إلى الوجود في مركز وسط ترتيب الجدول وبالتحديد في المركز السابع، مع مخاوف بتراجع أكبر بعد مباريات الرياض والتعاون والرائد والخلود والعروبة والخليج والوحدة، التي قد تتسبب نتائجها في أسوأ السيناريوهات في ذهاب الأهلي إلى المركز الـ12 حال حققوا جميعًا الفوز، وهو سيناريو صعب بعض الشيء لكنه لا يزال قائمًا وواردًا.
تتمثل الكارثة الأكبر في غياب وجود أي ملامح لتحسن قريب في الأهلي، فالمركز حاليًا في جدول الترتيب لا يهم حقًا، لكن استمرار الوضع الحالي يهدد بكارثة أهلاوية.
ما أسباب تلك البداية الصعبة للأهلي في الدوري السعودي؟ تتمثل الإجابة عن ذلك السؤال في 5 أشخاص:
ماتياس يايسله وهروب من المسؤولية
يكون المدير الفني دومًا هو كبش الفداء وأول ضحية لأي تغيير أو سوء نتائج، وذلك لسبب أساسي هو كونه المسؤول الأول عن كل شيء في الفريق.
وكون يايسله مدربًا يدّعي أن هناك أمورًا ليست في يده فهذا خطأ يقع على عاتقه هو في المقام الأول، فلا يمكن للمدير الفني أن يشكو رحيل لاعب وعدم تعويضه في حين أنه لم يتمسك باستمرار هذا النجم في الأساس، كذلك لا يمكنه أن يشكو قلة الدعم في ظل تراجعه بالنسبة لكل الفرق.
كان يايسله سببًا رئيسيًا في الحال الذي وصل له "الراقي" حاليًا، في ظل اهتزاز شخصيته وتلقيه التعليمات من بعض اللاعبين، وعجزه الفني على إدارة المباريات، وفوق كل ذلك خروجه بعد الخسارة من القادسية، ليلقي باللوم على آخرين، ورفضه الاعتراف بالأخطاء التي يقع فيها.
غابري فيغا إلى أين؟
كانت بداية اللاعب الإسباني مع الأهلي رائعة في الموسم الماضي، لكن في الموسم الجديد كل شيء تغير، وأصبح يجيد في مباراة ويقدم أسوأ نسخة له في المواجهة التالية.
تسببت المستويات المهتزة لغابري فيغا في اهتزاز نتائج الأهلي كذلك، فرمانة ميزان وسط ملعب الفريق الجداوي عندما يجيد يحقق الفريق الفوز، وعندما يخفق لا بد للراقي أن يتعثر.
حدث ذلك في مرات عديدة أمام الفتح والنصر والجندل وأخيرًا أمام القادسية أيضًا، رغم عدم خوضه دقائق كثيرة في مواجهة النصر والقادسية، لكنه كان يمكنه تقديم ما هو أفضل من ذلك أمام الجندل والفتح.
رياض محرز وانهيار بدني وذهني
لاحظت جماهير الأهلي بشكل واضح الانهيار البدني للنجم الجزائري رياض محرز في الموسم الحالي، وعدم اهتمامه بالتدريبات أو بالأمور المثيلة.
لكن مشكلة محرز أصبحت أكبر من ذلك في مواجهة القادسية، وأكبر حتى من كونها مشكلة فنية في كيفية التحرك واللعب بشكل إيجابي على المرمى.
تحولت أزمة محرز إلى مشكلة ذهنية بمجرد أن تحدث عن نقص الدعم وسوء أداء الفريق، بحيث أبعد اللوم عن نفسه وألقى به على آخرين، من بينهم زملاؤه في الفريق بشكل غير مباشر.
البريكان المظلوم
منذ بداية الموسم، يعتمد المدرب ماتياس يايسله على مهاجمه السابق فراس البريكان في مركز جديد وهو الجناح الأيسر بدلًا من سانت ماكسيمين.
لا يظهر البريكان أي بوادر راحة أو تألق في ذلك المركز تجعل المدرب الألماني يصر على الدفع به فيه، لكن قلة الخيارات قد تكون سببًا رئيسيًا في استمرار الدفع به هناك.
عمومًا لم يلعب البريكان في مركز الجناح الأيسر غير أربع مباريات فقط في مسيرته، منهما مباراتان في النصر وأخريين في الأهلي، لهذا لا يمكن إلقاء اللوم عليه في تراجع نتائج الفريق، لكن ربما يُلام على القبول بدور لا يجيده.
المزاجي فيرمينو
يملك الأهلي لاعبًا لو كان في حالة نفسية ومزاجية جيدة فسيأخذون منه أفضل مستوى يمكن لمحترف في دوري روشن السعودي أن يقدمه، وهو ما قدمه في بداية الموسم الماضي وبداية الموسم الجاري أيضًا.
لكن نفس اللاعب يمكنه أن يكون أسوأ من في الملعب مرات عديدة متتالية لو لم يكن في حالة مزاجية تتناسب مع خوض المباريات والتنافس على البطولات، ونحن هنا نتحدث عن روبرتو فيرمينو.
البرازيلي الذي بدأ الموسم الإعدادي بشكل مذهل، ومدّ ذلك إلى هدف في نصف نهائي كأس السوبر أمام الهلال وهدف آخر أمام العروبة، لكن سرعان ما اختفى. كل ذلك في ثلاث مباريات متتالية أمام الفتح والنصر وبيرسبوليس الإيراني.
عاد فيرمينو للتألق مؤقتًا أمام ضمك بحالة مزاجية رائعة، وسجل هدفًا، ثم عادت عادته في الاختفاء وقدم مباريات سيئة أمام الجندل والقادسية، وقاد الأهلي للخسارة الثانية على التوالي.