مصادر لبنانية: تجدد الغارات الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت
تتفاقم معاناة المرأة السودانية نتيجة الاشتباكات العنيفة الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
فبينما تجهد امرأة حامل للعثور على قابلة، ذاقت أخرى مرارة الفقد مبكرًا بوفاة جنينها قبل أن تتمكن من الوصول إلى المستشفى للعلاج من نزيف حادٍ.
تروي "مريم"، وهي إحدى النساء المتضررات من القتال في السودان معاناتها، قائلة: "تحركت من المعمورة التي تقع جنوب الخرطوم بحثًا على مستشفى أو قابلة، لكن الاشتباكات أعاقت حركتي، ما أدى في النهاية إلى إصابة شقيقي الذي كان يقود السيارة في قدمه".
وتضيف مريم لـ"إرم نيوز": "تم سعاف شقيقي من قبل أشخاص تواجدوا في المكان، بينما قادتني رحلة البحث عن قابلة "داية" للقيام باللازم من أجل الولادة إلى واحدة تقطن في الجريف غرب لأُرزق بعد مشقة ببنت".
حال "مريم" ليس كحال "شامة الحسن"، التي لم يسعفها الوقت لرؤية وليدها، لأنه فارق الحياة مبكرًا، حيث تبلغ "شامة" من العمر 25 عامًا، وعانت من أعراض الولادة المبكرة حيث النزيف الحاد.
وتقول لـ"إرم نيوز" إن الاشتباكات اندلعت بالقرب من منزلها، وإن محاولاتها للوصول إلى مستشفى رافقها الكثير من المعاناة نتيجة الاشتباكات.
وتضيف: "بعد محاولات عديدة ذهبنا إلى مستشفى ودخلت عملية طارئة، وبعد الخروج من العملية فقدت الجنين.. وضعي الصحي كان غير جيد، حيث تعرضت لفقدان الكثير من الدماء بسبب النزيف".
وأوضحت أن أغلب المستشفيات الرئيسة تقع وسط الخرطوم وهي منطقة النزاعات، ولهذا السبب يصعب الوصول إليها بسهولة.
ولم يسمح الوضع الصحي لشامة بتصويرها.
خطر الموت لم يقتصر في السودان على النساء الحوامل، بل عانت المرأة من مرارة فقد الزوج والابن، وفق ما تروي القابلة نفيسة.
وتقول لـ"إرم نيوز": المرأة في الخرطوم فقدت مالها وزوجها وابنها وأرضها.. كيف يمكن للمرأة تعويض ابنها؟ كثير من النساء أجهضن ما في بطونهن يوم الأحداث، منهن من ماتت، ومنهن من نزحت".
"كانت هناك امرأة حامل اضطُر أهلها لنقلها إلى المستشفى، وفي الطريق حدث اشتباك وأُصيبت برصاصة"، بحسب نفيسة، وتضيف: "تمكننا من المحافظة على حياة الطفل، ولكن - للأسف - توفيت الأم".
وتعلق اختصاصية النساء والتوليد الدكتورة عائشة محمد على معاناة المرأة الحامل في الخرطوم قائلة، إن "النساء يتعرضن لحالات إغماء واجهاض وفقدان دم بسبب عدم توفير إسعاف في الوقت المناسب مع استمرار القتال والقصف".
وأضافت لـ"إرم نيوز": "ذلك يؤدي إلى إجراء عملية قيصرية".
وقالت الدكتورة عائشة إن "المستشفيات في العاصمة الخرطوم تستقبل يوميًا أكثر من 20 إلى 25 حالة ولادة بصورة عاجلة، وهناك كثير من الحالات لا تستطيع فيها النساء الوصول إلى المستشفيات بسبب القصف المستمر في الشوارع والأحياء".
فيما وصفت الدكتورة هويدا أحمد، وهي استشارية نساء وتوليد وعضو لجنة الأطباء، الوضع الصحي في السودان بـ"الكارثي".
وقالت إن "المستشفيات ممتلئة، لذلك في كثير من الأحيان لا يتم استقبال حالات الولادة إلا الطارئة منها".
وأكدت الدكتورة هويدا أحمد لـ"إرم نيوز "، أن "المستشفيات الخاصة استغلت تلك الظروف ورفعت سعر العلمية القيصرية إلى 600 ألف جنيه سوداني (نحو ألف دولار) بدلًا من 300 ألف جنيه سوداني (نحو 500 دولار)".
وأوضحت أن "وزارة الصحة عاجزة عن القيام بدورها بتوفير الخدمات الصحية للمستشفيات، مثل: التخدير، والوقود، وعربات الإسعاف، وبعض الخدمات الطبية الأخرى".
وامتنعت الطبيبتان عائشة محمد، وهويدا أحمد، عن تصويرهما لأسباب شخصية.
وكانت نقابة أطباء السودان قالت، في بيان، إن (71%) من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة، من أصل (80) مستشفى أساسيًا.
وبحسب البيان من أصل (80) مستشفى أساسيًا في العاصمة والولايات، يوجد (23) مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي (بعضها يقدم خدمة إسعافات أولية فقط)، وهي مهددة بالإغلاق أيضًا نتيجة لنقص الكوادر الطبية، والإمدادات الطبية، والتيار المائي والكهربائي.