منتدى عائلات الرهائن في اسرائيل يعلن مقتل رهينة محتجز في قطاع غزة
أثار انتشار التدخين في أوساط المراهقات السعوديات غضب شريحة واسعة من مثقفي السعودية ممن أكدوا ضرورة التصدي للظاهرة ونشر الوعي بأضرارها الصحية والاجتماعية في أوساط الطالبات والأهالي.
وفي مقال نشرته صحيفة عكاظ السعودية، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "الأجيال الجديدة من المدخنات"، يرى الكاتب محمد الحساني أن نسبة المدخنات من الفتيات واللائي لم يزل بعضهن في مرحلة المراهقة في ارتفاع "وأن هذا البلاء وصل إلى طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية اللائي في عمر الزهور الندية".
ويؤكد الحساني أن "تدخينهن قد يكون من وراء ظهور أسرهن، ولكنّ زواراً لملاهي أطفال وعائلات في جدة باتوا يتحدثون عن فتيات صغيرات يدخن المعسل بوجود الأسرة وعلى الملأ".
ويقول الكاتب إن بعض المراهقات "تجلس كل واحدة منهن جلسة اعتداد بالنفس وتمسك بأناملها الرقيقة خرطوم "الأرجيلة" "تدخن المعسل وتنفث الهواء إلى الأعلى وهي تراقب من طرف خفي نظرات من يمر بها من أترابها أو من الشبان أو العوائل، شاعرة بالسعادة لأنها استطاعت لي الأعناق نحوها معتبرة ما تفعله تحررًا من القيود الاجتماعية الغليظة، مفسرة تلك النظرات بأنها نظرات إعجاب بجرأتها وقوة شخصيتها وأنها لا تقيم وزنًا لأحد!".
ولا يقتصر الأمر على مدن الملاهي كما يرى الحساني، بل بات موجودًا في "مطاعم مفتوحة تقدم الأكلات المنوعة للعوائل، وتستجيب لطلبات من يطلب من أفراد الأسرة ذكرًا أكان أم أنثى.. حتى أصبح الأمر عاديًا مع أن الأماكن العامة في المدن المحترمة لا يسمح فيها بالتدخين أيًا كان نوعه، بل إن النساء في دول الغرب نسبة المدخنات منهن ضئيلة جدًا".
مقاهي الحرملك
وانتشرت في الأعوام الماضية ظاهرة المقاهي الخاصة بالنساء وهي ظاهرة جديدة في المجتمع السعودي تعرضت لجملة من الانتقادات التي وصفتها بأنها "مرتعا للرذائل" في حين يدافع القائمون عليها بأنها تعد متنفساً يمنح المرأة السعودية شيئاً من الخصوصية والحرية.
وتوجد تلك المقاهي في الشوارع الرئيسة للمدن السعودية، وهي حاصلة على تراخيص رسمية، من وزارة التجارة والصناعة السعودية، وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتولى الرقابة عليها.
وتحفل تلك المقاهي بمظاهر تتنافي وعادات المجتمع السعودي، إذ تشهد بين الحين والآخر، تصرفات يعتبرها الكثير من السعوديين "غير أخلاقية” كالرقص والصراخ، وتُقابل بالنقد والتوبيخ من بعض المرتادات المحافظات لتلك المقاهي، كما ترفض بعض مديرات المقاهي تلك التصرفات، وتمنع دخول الشاذات والبويات إليها، حفاظًا على سمعة المقهى.
وتشكل الفتيات المسترجلات (البويات) مصدر إزعاج للمرتادات، فبعض النساء السعوديات يرفضن التواجد في أماكن، يحضرها مجموعة من المسترجلات.
والبويات، مصطلح خليجي يعبر عن المسترجلات من النساء اللاتي يرتدين الألبسة الرجالية ويتصرفن بخشونة وكثيرًا ما يمارسن شذوذًا جنسيًا.
وكانت السلطات السعودية أصدرت في إبريل/نيسان 2012 قرارًا يمنع شباب "الإيمو" والفتيات "البويات" من الدخول إلى المدارس والجامعات السعودية حتى "اعتدال أمرهم"، وطلبت من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتبع هذه الحالات في الأماكن العامة في محاولة من السلطات الحفاظ على العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية السعودية.
ومع غياب الصالونات الأدبية، وضعف الاهتمام الرسمي والأهلي بالحركة الثقافية، تشهد تلك المقاهي إقبالًا لا بأس به، من قبل الإناث من مختلف الشرائح العمرية.
وتطالب أصوات محافظة في المملكة، عبر وسائل الإعلام، أو مواقع التواصل الاجتماعي، بإغلاق تلك المقاهي، وتعتبرها بؤرة للصفقات المشبوهة، وتجارة الرقيق الأبيض.
مرتع للرذائل أم متنفس للنساء؟
وبالمقابل؛ ترفض نسوة سعوديات وصف تلك المقاهي بأنها مشبوهة، ويرين أنها لا تتعدى كونها أماكن لاجتماعات نسوية، بعيدة عن رقابة المجتمع المحافظ، لقضاء أوقات فراغهن، ولا ضير منها طالما أن من يديرها ويشرف عليها من النساء.
ويتخوف إعلاميون سعوديون من جوانب سلبية قد تحملها تلك المقاهي، وسبق أن نشرت صحيفة "الاقتصادية" السعودية تقريراً، في فبراير/شباط 2013، ذكرت فيه إن المقاهي النسائية أصبحت "أمكنة وملتقيات للهاربات من المدارس والكليات، حيث رصدت دراسات اجتماعية عددًا من الظواهر خلف تلك الجدران كان أبسطها تدخين الشيشة والمعسل، وأخطرها العلاقات المحرَّمة".
وقال التقرير إن تواجد الفتيات في تلك المقاهي يجعلهن عرضة لإغراءات "مافيا منظمة من النساء تغري الفتيات بالتوظيف في قطاعات تسويقية ذات أنشطة مشبوهة، أو بوجود طوابير وهمية للعرسان، لجرِّهن إلى علاقات محرّمة، وتوفير فكرة الزواج كغطاء لهذه العلاقات".
ولا يخفي باحثون سعوديون مخاوفهم من انتشار الظاهرة، وتأثيراتها المستقبلية على بنية وقيم المجتمع السعودي المحافظ جدًا، كما قاد بعض المحافظين حملات اجتماعية ومدرسية ودينية، لمنع انتشار مقاهي الحرملك، والتحذير منها.
وتركز تلك الحملات على "ضرورة تكثيف البرامج التوعوية في المدرس والجامعات للتعريف بنتائج هذه الممارسات الخاطئة وفك خيوط مؤامراتها، التي تعقد للإطاحة بقيم المجتمع، وتفكيك نسيجه المبني ومحاولة تجنب بعض رسائل الفضائيات، التي تدعو لخروج الفتيات من بوابة التحرر المغلوط للحد من الصراع الثقافي بين الانضباط والإباحية".
وقد يكون ارتفاع نسبة البطالة بين النساء، التي تتجاوز الـ 35%، بابًا لوقوع بعض الفتيات الباحثات عن عمل، فريسة لشبكات، تقدم إغراءات بالعمل وتقديم وظائف حكومية، برواتب عالية، لمرتادات تلك المقاهي، وتغطي الصحف السعودية أحيانًا حوادث، أبطالها أشخاص يبتزون ويخادعون فتيات سعوديات لاستغلالهن جنسيًا، بحجة إيجاد فرص عمل، ووظائف حكومية.
ويرى البعض أن انتشار الظاهرة، لا يعد سلبيًا، وأنها لا تعدو كونها، مكانا للقاءات بريئة، بين الصديقات، لقضاء أوقات ممتعة، بعيدًا عن رقابة الرجال، ومكانًا للقاء العديد من السيدات هربًا من ملل الالتقاء الاعتيادي في المنازل، كما تجد الأمهات فيها مكانًا يوفر لأطفالهن نشاطات ترفيهية، تمزج بين التعليم والمتعة.