الجيش الإسرائيلي يقول إنه شن غارات تستهدف حزب الله جنوب بيروت
أجبرت الجهود الأمنية المكثفة والملاحقات المتواصلة لعناصر الجماعات المتطرفة في المملكة العربية السعودية، أفراد تلك الجماعات إلى التفكير في الإفلات من رجال الأمن باللجوء للعنصر النسائي، إما بتجنيد السعوديات من قبل أقاربهن أو الوافدات بغسيل أدمغتهن والضغط عليهن، وكذلك بالاختباء خلف الزي النسائي، مستغلين خصوصية ومكانة المرأة في المجتمع السعودي، من أجل تهريب الممنوعات المستخدمة في الأعمال الإجرامية أو التخفي عن أعين عناصر الأمن.
وتوضحت تلك الإستراتيجية، التي تنتهجها الجماعات المتطرفة، في كل بلد تنشط فيه، بعد كشف الجهات الأمنية للعديد من حالات انخراط المرأة في تلك العمليات لنقل الأسلحة والأحزمة الناسفة تحت عباءاتهن.
وكان آخر تلك الحوادث، السبت الماضي، بعد مداهمة الأمن السعودي لمكان كانت تختبئ فيه خلية إجرامية في جدة غرب المملكة، والقبض على وافدة باكستانية تدعى فاطمة علي مراد، كانت بين أفراد المجموعة.
وسبق أن أقدمت المواطنة السعودية عبير الحربي، على إخفاء حزام ناسف أسفل قدميها، حين كانت برفقة زوجها في عسير، جنوب غرب المملكة، ليسلماه إلى "الانتحاري" يوسف السليمان، ليستهدف به المصلين في أحد المساجد، في أغسطس/آب 2015، مسببًا مصرع 15 شخصًا؛ معظمهم من رجال الأمن، وإصابة 33 آخرين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015؛ ألقت قوات الأمن السعودية القبض على وافدة فلبينية هاربة من كفيلها، تدعى ليدي غانغ، بعد مساهمتها في تحضير وخياطة وتجهيز أحزمة ناسفة، بالتنسيق من الوافد السوري محمد البرازي، أثناء إقامتها معه بصفة غير قانونية.
وكذلك اعتقلت قوات الأمن المواطنة خلود الركيبي، مع 17 "إرهابيًا"؛ بينهم شقيقها ناصر الركيبي، بعد مساهمتها في إعداد وتجهيز أحزمة ناسفة وعبوات متفجرة، وتوفير خرائط لاستخدامها في العمليات، إلى جانب تسترها على مطلوبين وإيوائهم.
رجال يرتدون النقاب
وكشفت قوات الأمن السعودي الكثير من الحالات التي تورط فيها رجال في عمليات "إرهابية" أو خلال التحضير لها، كانوا يرتدون النقاب والعباءة، تضمن لهم حرية التنقل والابتعاد عن الشبهات.
وفي مايو/أيار 2015، أحبطت أجهزة الأمن، عملية تفجير كانت تستهدف مسجد "العنود"، في مدينة الدمام، شرق المملكة، عقب إلقاء القبض على "انتحاري" حاول التخفي بملابس نسائية.
ولا تعد تلك الحادثة الأولى من نوعها، إذ سبق أن أقدم تنظيم "داعش" على إخفاء عناصره، في عمليات مشابهة، بأزياء نسائية؛ ومنها حادثة تخفي قائد الخلية الإرهابية المسؤولة عن تفجير "الدالوة" عبد الله آل سرحان، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
ونقلت صحيفة "الحياة" السعودية، اليوم الاثنين، عن الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية ومكافحة الإرهاب محمد الهدلاء قوله إن تجنيد "داعش" للنساء ليس تكتيكًا جديدًا، بل سبقهم إليه تنظيم "القاعدة" بعد أن ضيق عليهم رجال الأمن.
ويؤكد الهدلاء الحضور النسائي في التنظيمات الإرهابية، وأن النساء يدرن حوالي 40% من المواقع الإلكترونية لتلك التنظيمات ويمارسن أعمالهن المخالفة للقانون تحت عباءة خصوصية المرأة.