دبي - نظمت مجموعة من الناشطات العربيات معرضاً فنياً في دبي لتسليط الضوء على حملة ينظمنها للقضاء على جرائم الشرف في العالمين العربي والإسلامي.
وتهدف حملة "إلغاء المادة 153" إلى إلغاء قوانين في ربوع العالم العربي تسمح باعتبار قتل الرجال لأخواتهم أو زوجاتهم أو بناتهم أو حتى أمهاتهم جنحة يُعاقبون عليها بالسجن لفترة محدودة أو دفع غرامة مالية إذا كان القتل جريمة شرف.
وقالت مُنظمة المعرض والمديرة المشاركة للحملة العنود الشارخ إن الفن يُمكنهن من التعبير عن القضية بأسلوب راق وناعم الأمر الذي يمهد الطريق لتعاون لا تصادم من أجل حل المشكلة.
وأضافت "إحنا حبينا إنا نطرح هذه الحملة بطريقة ثقافية وطريقة ناعمة فنية علشان نبدأ في حوار. حوار نقدر نوصل من ناحيته إنّه شلون نغير القوانين بطريقة تعاونية وغير تصادمية. وأيضاً كيف نوعي المجتمع لوجود ظاهرة العنف. العنف القانوني. العنف الجسدي. العنف اللفظي. فهو أوسع من فقط تغير قانون أو قانونين هو تغيير نظرة في المجتمع تجاه المرأة وتجاه العنف."
وأوضحت العنود أن هدف الحملة هو زيادة الوعي بشأن الأنواع المختلفة للعنف ضد النساء سواء كان لفظياً أم قانونياً أم جسدياً والسعي لتغيير نظرة المجتمع له.
وقالت "المجتمع الراقي لازم يغير من القوانين عشان تحتوي الواقع الجديد اللي قاعدة تعيشه مجتمعاتنا. لا يجوز اليوم إنّه يكون فيه قانون شرف يسمح بقتل المرأة ويسمح بقتل الأم والأخت والابنة والزوجة."
وجاء اسم الحملة "إلغاء المادة 153" بعد أن سمّت الكويت مادة بهذا الرقم في قانون العقوبات تسمح بفرض أقل عقوبة ممكنة على الرجال الذين يرتكبون جرائم الشرف.
وتوسعت الحملة لتطالب بإلغاء التشريعات المماثلة في أنحاء المنطقة.
وأشارت العنود إلى عدم وجود إحصاءات يمكن الاعتماد عليها بشأن عدد جرائم الشرف في منطقة الخليج مع حرص الحكومات وأنظمة المحاكم على الحد من وصول أحد لتلك المعلومات.
وخصصت 11 فنانة من منطقة الخليج وإيران أعمالا فنية تشمل لوحات ومنحوتات وصورًا وغيرها لهذا المعرض.
وقالت فنانة تشكيلية سعودية تدعى تغريد البقشي شاركت بلوحتين كبيرتين في المعرض "ما باحبذ إني أرسل لمناسبة معينة عن جد. لكن أثارني الموضوع بشكل كبير وحفَز الأفكار لدي بحيث إنّه صار في الفكرة لما بتخرج لما نقول آهااا وجدتها إنّه خرجت. فخرجت الأفكار بشكل إنّه فيها طاقة كبيرة لحب إنّه الإنسان يعني يكون الصدق والأشياء الجميلة داخله هي اللي تبان أكثر من الأشياء المزعجة والمتعبة اللي بتؤدي إلى انهيار عائلات وانهيار أشياء كثيرة يعني إحنا كنّا نبني فيها لمدى طويل ومن لحظة كل شي يروح."
والنساء هن أغلب ضحايا جرائم الشرف لكن ذلك لا يعني أن رجالا يُقتلون فيها في بعض الأحيان.
وقالت زائرة للمعرض تُدعى هيفاء البدراوي "أتصور أنه أمر مرعب وأرى أنه كفانا عدم استقرار. الموضوع أكبر من مجرد كونه موضوع حساس. عندما تفكر من منظور سياسي أو ثقافي فانه أكثر من حساس. إنه موضوع مثير للجنون. وأظن أن علينا ألا نتراجع ونتفهم حساسية احتياجات معينة في هذا الجزء من العالم. نحتاج لعمل شيء ما بشأنها (جرائم الشرف) بدلا من قبولها والشعور بحساسية فيما يتعلق بكيفية التطرق إليها. طفح الكيل."
وسوف يستمر المعرض الذي فتح أبوابه للجمهور يوم الخميس (28 أبريل /نيسان) في صالة جام للفنون التشكيلية في دبي حتى يوم الثامن من مايو/ أيار.