قريبًا.. اختبار دم للكشف عن سرطان الكبد
يعكف باحثون على تطوير طريقة للكشف عن سرطان الكبد انطلاقًا من اختبار الدم.
ويعد ذلك تطورًا لافتًا في الكشف عن هذا النوع من السرطانات، وفق ما ذكره موقع "فوتورا سيونس" الفرنسي المتخصص في الدراسات والبحوث العلمية.
وحتّى الآن يوجد الفحص المنظم للعديد من أنواع السرطان، مثل: سرطان الثدي، والقولون، والمستقيم، وعنق الرحم.
ووفق الموقع، فإنه من أجل إعداد هذا النوع من الفحص من الضروري إجراء اختبار بسيط للدم، وقد يكون في الوقت القريب حلًا للكشف عن سرطان الكبد.
وقال إن نصف سكان الأرض مصابون ببكتيريا "هيليكوباكتر بيلوري" التي تصيب المعدة، ويمكن أن يسبب هذا الكائن الدقيق قرحة في المعدة، وأحيانًا السرطان.
ونقل عن هيلدا دي ريوز، رئيسة وحدة التسبب في الإصابة ببكتيريا "هيليكوباكتر" بمعهد "باستور" الفرنسي أنّ الكبد يُعدّ عضوًا أساسًا لعمل الجسم بشكل صحيح.
وأشارت "دي ريوز" إلى أنّ تشخيص سرطان الكبد أمر صعب، حيث يصيب هذا السرطان أكثر من 10000 شخص جديد كل عام في فرنسا، ما يقرب من 80 % منهم من الرجال، وغالبًا ما يتطور هذا المرض بصمت، ما يتسبب في تأخير التشخيص، وفقدان الفرصة للمريض.
وحتى الساعة لا يوجد فحص منظم لسرطان الكبد، ويتم إجراء الموجات فوق الصوتية بانتظام للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة (مثل تليف الكبد والتهاب الكبد الفيروسي).
وتعمل هذه الإستراتيجية على إبقاء المريض على قيد الحياة ولكن لا يزال من الممكن تطوير أدائها.
ويقترح فريق بحثي اختبار فحص سرطان الكبد بناءً على عينة دم وتم نشر عملهم للتحقق من صحة الاختبار في مجلة "كانسر ديسكوفر".
وشملت الدراسة 724 فردًا يعيشون في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وهونغ كونغ، وكان هؤلاء الأشخاص إما مصابين بسرطان الكبد من نوع سرطان الخلايا الكبدية أو كانوا معرضين لخطر الإصابة بدرجة متوسطة أو مرتفعة الخطورة بسرطان الخلايا الكبدية وهو الشكل الأكثر شيوعًا لسرطان الكبد ويمثل 90 % من الحالات.
ووفق التقرير فقد تم جمع عينات بلازما الدم من هؤلاء الأشخاص وتحليل الملايين من شظايا الحمض النووي المتداولة لهم.
وأظهر اختبار فحص سرطان الكبد الذي طوره الباحثون أن حساسية الاختبار تكمن في قدرته على اكتشاف المرض لدى الأشخاص المرضى، كما أن الخصوصية تكمن في قدرة الاختبار على الكشف عن غياب المرض لدى الأشخاص الأصحاء.
ويتميز الاختبار الذي طوره الباحثون بميزة هائلة تتمثل في كونها غير جراحية وسهلة التنفيذ على نطاق واسع، بحسب الموقع الفرنسي الذي أشار إلى أن عامل الخطر الرئيس لهذا السرطان هو استهلاك الكحول، وعادة ما يكون للذكور، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الرجال كم بين المصابين.
وتؤكد الدراسة أنه على الرغم من أن الوسيلة الأساسية لمكافحة سرطان الكبد هي الوقاية إلا أن هذه البيانات الجديدة تبعث بصيص أمل في هذا المرض المميت بشكل خاص.