بعد حظر ChatGPT.. هل تنجح الصين في مقاومة الذكاء الاصطناعي؟‎‎

بعد حظر ChatGPT.. هل تنجح الصين في مقاومة الذكاء الاصطناعي؟‎‎

حجبت الصين تطبيق الذكاء الاصطناعي القائم على الدردشة الآلية ChatGPT، الذي أنتجته شركة OpenAI وأحدث ضجة واسعة حول العالم بقدراته، خلال الأشهر الماضية.

وجاء الموقف الصيني المانع لذلك التطبيق المرعب بحسب وصف خبراء التقنية، بسبب مخاوف من أن تستخدم الشركة الأمريكية الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية المضادة لبكين.

وصدرت أوامر لشركات التكنولوجيا الكبرى في جميع أنحاء الصين بعدم تقديم روبوت المحادثة للجمهور، وتحديداً الشركات العاملة في مجال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.

يرجع الحظر إلى قيام تطبيق ChatGPT القائم على الذكاء الاصطناعي بتوليد ردود يفرضها الحزب الشيوعي الصيني على الرقابة، وفقاً لما أوردته صحيفة Nikkie Asia.

ومع ذلك، فقد وجد المستخدمون حلاً بديلاً باستخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) وعشرات من "البرامج الصغيرة" التي أطلقها مطورو الطرف الثالث على تطبيق WeChat للوسائط الاجتماعية من Tencent، والتي تدعي أنها تقدم خدمات من ChatGPT.

ويذكر التقرير أن المنظمين الصينيين أبلغوا شركات التكنولوجيا Tencent and Ant Group (وهي شركة تابعة لعملاق التجارة الإلكترونية Alibaba) بتقييد الوصول إلى ChatGPT وإبلاغ المسؤولين قبل إطلاق برامج الدردشة الخاصة بهم.

وتعد الصين واحدة من أكثر الدول تقييدًا في العالم فيما يتعلق بالإنترنت ووسائل الإعلام، حيث إنها تتحكم في الأخبار وبيئة الإنترنت ومنصات الوسائط الاجتماعية.

وللصين تاريخ طويل مع حظر البرامج والتطبيقات التي ترى أنها تعمل باتجاه مضاد لسياستها ونهجها في التعامل مع مواطنيها، خاصة فيما يتعلق بالتطبيقات الأمريكية تحديدًا.

بعد حظر ChatGPT.. هل تنجح الصين في مقاومة الذكاء الاصطناعي؟‎‎
برنامج "تشات جي بي تي" يحقق نجاحا بامتحان أمريكي في الطب
فهمنا منذ البداية أن ChatGPT لا يمكن له أبدًا دخول الصين بسبب مشاكل الرقابة، وستحتاج الصين إلى نسخها الخاصة منه
مسؤول صيني

وكانت رحى الحرب الاقتصادية والتقنية دائرة حتى وقت قريب بين واشنطن وبكين بسبب تطبيق "تيك توك" لعرض المحتوى المرئي وإبداء أمريكا مخاوف من تجسس الصين عليها عبر البرنامج.

وسعت عدة ولايات أمريكية لتشريع حظر التطبيق الصيني الذي اكتسح التطبيقات الأمريكية المشابهة مثل يوتيوب وإنستغرام التي تقدم خدمات عرض مقاطع الفيديو القصيرة.

وينضم ChatGPT إلى تطبيقات محظورة أخرى في الصين مثل فيسبوك وإنستغرام وويكيبيديا ويوتيوب، كما أن بعض خدمات غوغل محظورة أيضًا على الصعيد الوطني.

ومع ذلك، نظرت الولايات المتحدة أيضًا في حظر التطبيق الصيني "تيك توك" بسبب نفس المخاوف التي يشعر بها المسؤولون الصينيون مع ChatGPT.

ونشرت صحيفة "تشاينا ديلي" على شبكة "ويبو" الاجتماعية أن ChatGPT "يمكن أن يقدم يد العون للحكومة الأمريكية في انتشارها للمعلومات المضللة وتلاعبها بالروايات العالمية من أجل مصالحها الجيوسياسية".

وبينما قد يفاجأ الناس في جميع أنحاء العالم بهذه الخطوة، رأى أولئك العاملون في صناعة التكنولوجيا في الصين أن الحظر قادم نظرا للتاريخ المعهود عن الصين وحربها مع الولايات المتحدة.

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة تكنولوجيا رائدة: "فهمنا منذ البداية أن ChatGPT لا يمكن له أبدًا دخول الصين بسبب مشاكل الرقابة، وستحتاج الصين إلى نسخها الخاصة منه".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت شبكة CNBC أن الشركات الصينية، بما في ذلك Alibaba و NetEase، أعلنت عن خطط لإطلاق نسخ ChatGPT المقلدة.

وأعلنت Alibaba عبر قسمها السحابي أنها تعمل على روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي سيتم دمجه في منتجات الحوسبة السحابية، فيما قالت NetEase إنها يمكن أن تضيف التكنولوجيا إلى بعض منتجاتها التعليمية.

وقال الخبير الصيني في معهد "كينجز كوليدج لندن" للشبكة: "في ردودهم، يواجه عمالقة التكنولوجيا معضلة: فمن ناحية يحتاجون إلى إقناع المستهلكين والمستثمرين بأنهم ليسوا متخلفين عن الركب في تطوير التكنولوجيا الجديدة".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com