إعلام عبري: هاشم صفي الدين هو المستهدف من الهجوم العنيف على الضاحية
يتزايد القلق بشأن تأثير الهواتف الذكية على الأطفال، وخاصة فيما يتعلق بتطور الدماغ، وهو ما يدعو الآباء إلى التفكير في إتاحة هذه الأجهزة لأطفالهم.
إن الأطفال الذين يقضون فترات طويلة من الوقت على الشاشات، وخاصة الهواتف الذكية، معرضون لخطر الإصابة بقصر النظر.
وأظهرت العديد من الدراسات أنه عندما يركز الأطفال بشكل أساسي على الأنشطة القريبة، مثل استخدام الهواتف المحمولة، يمكن أن تطول مقلة العين مما يتسبب في عدم وصول الصور المرئية إلى شبكية العين.
ويؤدي هذا النوع من التغيير البنيوي في العين إلى قصر النظر، وهي حالة أصبحت شائعة بشكل متزايد بين الشباب في جميع أنحاء العالم.
يخضع الدماغ لتغييرات كبيرة من الطفولة المبكرة إلى المراهقة، حيث تكون فترات معينة أساسية لتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية والإدراكية، ويمكن لتقديم الهواتف الذكية للأطفال الصغار خلال هذه الفترات الحساسة أن يتداخل مع التطور الطبيعي لدوائر الدماغ.
ويجب ملاحظة أن أدمغة الأطفال مرنة للغاية، مما يعني أنها منفتحة على تكوين اتصالات جديدة والتعلم من التجارب، لكن عندما تهيمن على هذه التجارب الإشباع الفوري الذي تقدمه الهواتف المحمولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب أو التطبيقات الأخرى، فقد يؤدي ذلك إلى تعطيل التطور الطبيعي للدماغ، ويؤدي هذا الاضطراب إلى مشاكل في الانتباه والتحكم في الدوافع والتنظيم العاطفي.
ولا يمكن المبالغة في تقدير الهواتف الذكية وتأثيرها على الصحة العقلية للأطفال، فارتفاع استخدام الهواتف الذكية يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق بين الشباب، وخاصة الفتيات.
وتتفاقم هذه المشكلات أيضًا من خلال خلق بيئات يتعرض فيها الأطفال وخاصة الفتيات لمعايير الجمال غير الواقعية، والتنمر الإلكتروني، والضغط الشديد للحصول على الإعجابات والمتابعين.
ويمكن أن يؤدي إطلاق الدوبامين الفوري والسريع الناتج عن تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي إلى دعم السلوكات والأفكار الضارة، ويمكن أن يجعل ذلك من الصعب على الأطفال التحرر من هذه الأنماط السلوكية؛ مما يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد في الصحة العقلية.
إن أحد أعمق التغييرات في الدماغ أثناء البلوغ هو تطور القشرة الجبهية الأمامية، وهي المنطقة من الدماغ المسؤولة عن التحكم في الانفعالات واتخاذ القرار والسيطرة على السلوك الاجتماعي.
وأكدت الدراسات أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يتداخل مع هذا التطور من خلال المكافآت الفورية مثل الإعجابات والرسائل والإشعارات، وهذا بدوره قد يؤدي إلى صعوبات في التنظيم الذاتي والتحكم في الانفعالات حيث يعتاد الأطفال على الإشباع الفوري بدلاً من تعلم الانتظار والعمل للحصول على المكافآت.
توفر الهواتف الذكية للأطفال وصولاً غير محدود وغير مقيد إلى المحتوى الذي قد لا يكون مناسبًا لهم، والتعرض لمثل هذا المحتوى في وقت مبكر يمكن أن يكون مؤلمًا، مما يؤدي إلى ندوب نفسية دائمة وتغيير الطريقة التي تعالج بها أدمغة الأطفال الخوف والتوتر والصدمة.
يمكن أن تسبب الهواتف الذكية عزلة اجتماعية حيث يصبح الأطفال أكثر انشغالًا بأجهزتهم وأقل انخراطًا في العالم من حولهم، نظرًا لأن الهواتف الذكية غالبًا ما تحل محل التفاعلات وجهاً لوجه، فمن المرجح أن يدخل الأطفال في تبادلات سطحية عبر الإنترنت.
وقد يؤدي ذلك إلى نقص المهارات الاجتماعية في الحياة الواقعية والاعتماد على التحقق الافتراضي، مما يجعل من الصعب عليهم تكوين علاقات صحية وذات مغزى.
بالنظر إلى المخاطر المحتملة المرتبطة بالاستخدام المكثف للهواتف الذكية بين الأطفال، يمكن للوالدين محاولة تنفيذ بعض التدابير الآمنة، فبالنسبة للمبتدئين، فإن تأخير امتلاك الهواتف الذكية قد يكون مفيدًا.
ويجب على الآباء التفكير في تأخير إدخال الهواتف الذكية حتى يكبر الأطفال بما يكفي أو حتى يصلوا إلى المدرسة الثانوية، بهذه الطريقة، يمكن للمرء تجنب تدخل الأجهزة الرقمية في نمو الدماغ الطبيعي.
وفي السياق عينه يجب على المرء تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى يبلغ سن 16 عامًا، وتشجيع الأنشطة الخارجية لأنها مهمة للنمو البدني والعقلي الصحية، وفي المنزل، ينبغي تنفيذ مناطق خالية من الشاشات، خاصة أثناء تناول الوجبات أو قبل النوم.