ابتكار مستشعر حيوي لقياس تركيز الأدوية في دم المريض
ابتكر باحثون في الولايات المتحدة، مستشعرا حيويا لقياس تركيز الأدوية في دم المريض، من خلال لصاقة طبية تحتوي على إبر دقيقة؛ ما يساعد الأطباء على تحديد الجرعات الدوائية المناسبة للمرضى.
وتنبع أهمية التقنية الجديدة من قدرتها على تقدير جرعات الأدوية المناسبة لمختلف أنواع الأمراض والسرطانات، في ظل الفارق البسيط بين جرعة الشفاء والجرعة المسببة لآثار جانبية خطيرة، وهنا يأتي دور المستشعر الحيوي في تحديد الجرعة المتناسبة مع جسم كل مريض.
وسبق أن تمكن الأطباء من معايرة كمية الدواء المناسبة للمريض، من خلال سحب عينة من الدم لاختبار كمية الدواء المناسبة لجسم المريض، لكنها تحتاج إلى يوم كامل قبل أن تظهر النتيجة، ويمكن تكرار العملية مرة واحدة أو مرتين.
وأشار الباحثون من جامعة "كاليفورنيا" في دراستهم المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز" العلمية، إلى نجاحهم في اختبار التقنية الجديدة على الفئران.
وقال الأستاذ الدكتور سام إمامينجاد، قائد الفريق البحثي: "يمكن أن تطور تقنية الإبر الدقيقة الحيوية من مجال الطب الشخصي، من خلال تحديد الجرعة المناسبة لكل شخص، بتكاليف منخفضة".
وأضاف إمامينجاد: "يمكن للمستشعر الحيوي أيضا، أن يقيس نسب الجزيئات الطبيعية التي ينتجها الجسم والمرتبطة بصحته، ما يفسح مجالا جديدا أمام أجهزة مراقبة الصحة القابلة للارتداء"، وفقا لموقع ميديكال إكسبريس.
وتتيح التقنية الجديدة استخدام أدوية تسبب جرعاتها المرتفعة إصابة المريض بالتسمم أو الموت، ما يدفع الأطباء لعدم استخدامها عادة، ولكن قياس الجرعات المناسبة يجعل وصف هذه الأدوية آمنا للمرضى.
من جانبه، قال الأستاذ الدكتور كارلوس ميلا، المشارك في الدراسة: "ترجع أزمة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية إلى الوصف غير الدقيق للأدوية، واستخدامها غير الفعال، وإلى صعوبة وصف الأدوية المناسبة المسببة أحيانا للتسمم، وتقدم التقنية الجديدة فرصة الوصول إلى أفضل دقة وثقة ممكنة للأدوية الأكثر فعالية".
وقدّر الباحثون تكلفة إنتاج المستشعر الحيوي بأقل من 2 دولار للصاقة الطبية الواحدة، ما يسمح بتصنيعها على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة.
ويخطط الفريق مستقبلا لتحسين دقة المستشعر الحيوي وزيادة أمانه، ما يسمح بإجراء اختبارات سريرية على نطاق واسع.
