حظر إيران للمواقع الإباحية يدمر بضع متصفحات في آسيا مؤقتًا
حظر إيران للمواقع الإباحية يدمر بضع متصفحات في آسيا مؤقتًاحظر إيران للمواقع الإباحية يدمر بضع متصفحات في آسيا مؤقتًا

حظر إيران للمواقع الإباحية يدمر بضع متصفحات في آسيا مؤقتًا

استهدف حظر السلطات الإيرانية للمواقع الإباحية، الآلية الأساسية لعمل شبكات تصفح الإنترنت في شرق ووسط آسيا، إذ حجبت المواقع تلك تماماً في الدول المجاورة لإيران وصولاً إلى أطراف القارة شرقاً لمدة وصلت إلى 48 ساعة.

وحسب متابعي شبكات الإنترنت، بعد ظهيرة يوم الخميس الماضي، اختفى العديد من المواقع على شبكة الإنترنت من بينها 256 موقعاً أغلبها ذو محتوى إباحي، بينما لم تظهر الخوادم أي مشاكل، ولكنّ المستخدمين من روسيا وصولاً إلى هونغ كونغ كانوا يُدخلون أسماء المواقع على متصفحاتهم وكل ما يحصلون عليه هو صفحات فارغة؛ ما يشير إلى عطل يعيق آلية التصفح ذاتها على الإنترنت.

واتضح لاحقاً، أن العطل سببه شركة الاتصالات الإيرانية، التي لطالما استخدمت نظام حجب مكثف لكنه يعتمد على تشويش الصور على الإنترنت، لكن في ذاك اليوم بدأ النظام ليس بحظر المواقع فحسب، بل بحظر الآلية الأساسية للإنترنت نفسه.

وصرحت شركة الاتصالات الوطنية لمسارات مزيفة للمواقع الـ256 على الإنترنت، ويشبّه الأمر بوضع لافتة مزيفة على أحد الطرق، وبالنسبة لمزود خدمة الإنترنت فإنه يبحث عن أسرع الطرق لعنوان IP المعطى، وبدت المسارات المزيفة الإيرانية وكأنها طريق مختصرة، وحين وصل المتصفح للصفحة الخالية، افترض ببساطة أن الصفحة غير متوافرة.

فيما لم يؤثر الانقطاع الناتج على الإنترنت بأكمله، إلا فقط على شخص قريب بما يكفي لينخدع بالمسار المزيف المطروح أمامه.

وتضمنت قائمة المواقع المتضررة الموقع الهندي بهار تيا يرتل، موقع RETN الروسي، موقع شركة الاتصالات الاندونيسية، وموقع Hutchison في هونغ كونغ، وهي مواقع شركات تزويد خدمة الإنترنت الرئيسة في كل منطقة.

وتعرف هذه الخدعة بين مشغلي الشبكات باسم سرقة بروتوكولات البوابة، رغم ذلك فإنها صعبة الاكتشاف والتصليح، ويكشف هذا الهجوم ضعفا كبيرا في بنية الإنترنت، فحسب قوانين الشبكات، يمكن لأي شبكة أن تصرّح بمسار لأي عنوان IP، من خلال القول بشكل أساس: إن أردت التوجه للموقع الفلاني فعليك الاتجاه من هنا، وبوجود الكثير من هذه المسارات في الوقت نفسه فإن الإنترنت يصبح أكثر كفاءة ونشاطاً، إلا أن ذلك يجعله سهل الخداع أيضاً، فإذا قررت شبكة ما أن تصرّح بمسار سيئ، فهناك القليل مما يمكن فعله لإيقافها.

والمشكلة تكمن في أن لدى شركة الاتصالات الإيرانية قوانين حظر داخلية صارمة، وهي أيضاً انتقائية فيما يخص نقل البيانات عبر المنطقة، خصوصاً مع شركة الاتصالات العُمانية عُمان تل، إذ يقول دينز دو غمادوري، الذي قام بتتبع الحادثة عن قرب: "شركة الاتصالات الإيرانية تنقل أكثر من 4000 مسار وتصرّح بعُشر هذا العدد لعُمان تل، على هذا المستوى، ليس من المنطقي لأي شخص في عُمان تل أن يتفقد كل مسار جديد".

وبدأت الشبكات بوقف المسارات المزيفة بعد حوالي 48 ساعة من الانقطاع كما اتضح من قبل المتابعين، إلا أن المسارات السيئة فيما يبدو لا تزال فعّالة داخل إيران.

وما زال غير واضح ما الدافع من وراء عملية السرقة، إذ إن إيران كانت تستخدم عادةً طرقا أكثر فعالية لحجب المحتوى، إما عن طريق استخدام الحظر على مستوى مزود خدمة الإنترنت أو من خلال تفحص الحزمة على مستوى البلاد.

أما الحركة المفاجئة لتزييف مسارات الاتصال فقد حيّرت متابعين من مثل كولين أندرسون، الذي يدرس نظام الحجب الإيراني للإنترنت، إذ قال لموقع The Verge التقني: "بروتوكولات البوابة عادةً ليست الآلية المستخدمة للحجب المحلي للمواقع، لذا فهي لا تتوافق مع الدافع الاعتيادي، من الصعب القول فيما إذا كان ذلك مجرد حادث أم لا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com