الصين تقيم حاجزًا افتراضيًا للرقابة على الإنترنت
الصين تقيم حاجزًا افتراضيًا للرقابة على الإنترنتالصين تقيم حاجزًا افتراضيًا للرقابة على الإنترنت

الصين تقيم حاجزًا افتراضيًا للرقابة على الإنترنت

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن نظام جدار الحماية "العظيم" "جريت فاير وول" الصيني، لا يعد حاجزاً مادياً يمنع الأشخاص من المغادرة، ولكنه حاجز افتراضي يمنع المعلومات الضارة بالحزب الشيوعي من دخول البلاد عبر شبكة الإنترنت.

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن الصين فى حقيقة الأمر تتحرك بثقة أكثر من أي وقت مضى، في اتجاه تقوية الأسس القانونية لجدار الحماية على الإنترنت وسد الثغرات وتقوية سيطرتها على الشبكة من خلال هذا الجدار.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الصين لم تعد تدافع عن سجلها الرقابي، وأصبحت تعلن بصوت عال رؤيتها الخاصة عن "سيادة الإنترنت" كنموذج للعالم وتتحرك لجعلها حقيقة قانونية في الداخل، وفى نفس الوقت – على عكس التشكيكات الغربية – يشهد الإنترنت ازدهارًا فى الصين، حيث يوجد بالبلاد نحو 700 مليون مستخدم، أي أن ربع من يستخدمون الإنترنت في العالم تقريبًا موجودون وراء نظام الحماية "جريت فاير وول".

ووفقاً لشركة الأبحاث التجارية الرقمية "أي ماركتر"، تعتبر الصين رائدة العالم في التجارة الإلكترونية حيث يبلغ حجم المبيعات بالتجزئة الرقمية ضعف مبيعات الولايات المتحدة، وتستحوذ على نسبة 40% من الإجمالي العالمي.

وبحسب موقع البيانات "ستيتا" جاءت أربع شركات إنترنت صينية العام الماضي من بين أكبر 10 شركات إنترنت في العالم من حيث القيمة السوقية، بما في ذلك عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" وشركة التواصل الاجتماعي والألعاب "تينسنت" وشركة "بايدو" المتخصصة في البحث.

ثقة المارد الصيني

وتباهى إمبراطور الإنترنت في الصين، لو وى، في يناير الماضي قائلاً "هذا المسار هو اختيار التاريخ واختيار الشعب، ونحن نسير في هذا الطريق بخطى ثابتة وواثقة أكثر من أي وقت مضى".

وقال إنه بعد عقدين من تطوير شبكة الإنترنت، تحت قيادة الحزب الشيوعي "الحازمة"، تمكنت بلاده من تحقيق التوازن الصحيح بين "الحرية والنظام" وبين "الانفتاح والاستقلالية"، وهي تسير أيضاً على طريق "حوكمة الإنترنت ذات الخصائص الصينية"، بحسب تعبيره.

وتقول غرفة التجارة الأمريكية في الصين، إن 4 من كل 5 شركات أعضاء بها تأثرت أعمالها سلبياً جراء الرقابة على الإنترنت.

ولكن يبدو أنه ليس هناك مجال للعودة إلى الوراء، حيث من المتوقع أن توافق الصين في وقت لاحق من هذا العام، على قانون جديد بشأن أمن الإنترنت، يضع الأسس وينظم ويعزز سيطرتها على العالم الافتراضي.

وقد أدخلت الصين قواعد جديدة تحد من قدرة الشركات الأجنبية على نشر المحتوى على الإنترنت، واقترحت فرض قواعد مشددة تتطلب تسجيل هذه المواقع أسماء النطاقات الخاصة بها لدى الحكومة.

ولفتت الصحيفة إلى أن نظام "فاير وول" الصيني هو في الواقع أكثر تعقيدًا ومتعدد المستويات، ويعد محاولة للتغلب على أحد التناقضات الأساسية في البلاد، وهي أن يكون هناك اقتصاد متصل بالعالم الخارجي بشكل متقن، ولكنه مُغلق من ناحية الثقافة السياسية في وجه "القيم الغربية" مثل حرية التعبير والديمقراطية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com