أبل تذهب باتجاه مختلف كليًّا عن مايكروسوفت وغوغل
أبل تذهب باتجاه مختلف كليًّا عن مايكروسوفت وغوغلأبل تذهب باتجاه مختلف كليًّا عن مايكروسوفت وغوغل

أبل تذهب باتجاه مختلف كليًّا عن مايكروسوفت وغوغل

رغم النهج الواضح الذي باتت تشترك فيه "مايكروسوفت" مع "غوغل" في توحيد أنظمة التشغيل المتشابهة، والذي يبدو متعدد الإيجابيات، نرى أبل تبتعد عنه وتصر على اتخاذ نهجها في عدم توحيد أنظمتها المختلفة على منتجاتها، وفق تقرير نشره موقع "بيزنس انسايدر" الاثنين.

ونشر موقع "آرس تيكنيكا" خلال نهاية الأسبوع تقريرا عن وجود إشارات قوية بأن سوق "غوغل بلاي" للتطبيقات سيصبح للأجهزة التي تعمل على نظام تشغيل "غوغل كروم"، بما في ذلك الكمبيوتر المحمول "كروم بوك" ذو الوزن الخفيف.

التقرير المذكور يعد واحدا من سلسلة طويلة من التقارير تظهر بأنّ "غوغل" تتطلع لدمج نظامي التشغيل الخاصين بها- نظام الأندرويد صاحب الشعبية الواسعة ونظام تشغيل كروم الأنيق- في منتج مميز واحد، مفترض أن يجمع بين حسنات كليهما ويستطيع الاستمرار دون إشكاليات على الهواتف، والأجهزة اللوحية، والكومبيوتر المحمول على حد سواء.

وتأتي النقلة، وفق تقرير نشره موقع "بيزنس انسايدر"، وسط حركة صناعية أكبر في نفس الاتجاه، فمع نظام التشغيل الموحد، يمكن للمطورين بناء تطبيق لمرة واحدة وبيعه عبر أنظمة تشغيل مختلفة مع اختلافات صغيرة في الكود، موسعين بذلك قاعدة مستهلكيهم. وهذا ما يطمح له عمالقة التكنولوجيا في العالم، من خلال متجر تطبيقات مجهز جيداً يمكنه إشهار أو تحطيم منتج.

وقالت ساتيا ناديلا، المديرة التنفيذية لمايكروسوفت العام :2015 "الحقيقة الأساسية للمطورين هي أنهم سيصنعون البرامج إذا كان هناك مستخدمون".

وقامت "مايكروسوفت" بفصل أنظمة التشغيل للحواسيب الشخصية، والهواتف، والأجهزة اللوحية، وأجهزة ألعاب الفيديو، في الوقت الذي تعمل فيه على توحيد ذلك كله في نظام تشغيل "ويندوز" 10 الجديد. فإذا اشتريت كمبيوتر Dell الجديد، أو XboxOne لألعاب الفيديو، أو الجهاز اللوحي Surface، أو هاتف لوميا، أو نظارات HoloLens ثلاثية الأبعاد، فإنك حصلت على جهاز ويندوز 10.

وحتى أنظمة التشغيل غير المتداولة مثل نظام تشغيل "أوبونتو لينوكس" من "كانونيكال"، وهو نظام تشغيل مجاني معروف بين المطورين، قد سلكت طريقاً مشابهة. فسواء كنت تستخدم "أوبونتو" لتشغيل كمبيوترك المحمول، أو بنية السحابة للحوسبة الفائقة، أو العنكبوت الآلي، فإن جميعها لها مزايا "أوبونتو" في النهاية.

لذا، تبدو فكرة نظام التشغيل المخصص لكل جهاز بعينه موضة قديمة.

إلا أبل

يبقى هناك استثناء كبير في الأنظمة الحديثة: أبل، أكبر الشركات قيمة في العالم، لديها ما لا يقل عن أربعة أنظمة تشغيل عبر أجهزتها. أجهزة الماك لديها OS X، أجهزة الآيفون والآيباد لديها iOS، ساعة أبل لديها WatchOS، وأجهزة تلفاز أبل لديها tvOS.

في الحقيقة، أحياناً يبدو الأمر كما لو أنّ أبل تعمل بنشاط بعيداً عن الاتجاه. الأسبوع الماضي، أبل أعلنت بأنها كانت تجعل الحياة صعبة على مطوري الأنظمة المتداخلة بطلبها من مطوري ساعة "أبل" أن يعملوا بجهد أكبر لجعل تطبيقاتهم تعمل كمكوّن أساس للنظام على الساعة نفسها.

وفي ذات الوقت، من الصعب لوم أبل لكونها متخوفة من هذا التوجه. استراتيجية "مايكروسوفت" لتوحيد "ويندوز" تبدو جيدة على الورق، لكنها عانت الأمرّين لترك أثر كبير في قلوب وعقول المطورين والمستخدمين على حد سواء. "كانونيكال" حالياً لا تحقق أرباحا في السوق. و"غوغل" بدأت تتلمس طريقها في ذات المسار.

ويبقى، متجر التطبيقات جزءا كبيرا من إغراء آيفون، ومن مصلحة أبل أن تبقيه قوياً. لذا يبدو من الغريب قليلاً ألاّ تستثمر أبل بشكل نشط في تبسيط الأمور للناس الذين يبنون البرمجيات التي تجعل الآيفون آلة حيوية.

هناك مؤشرات أولية قوية بأنّ أبل بدأت تعمل على حل هذه المشكلة. الجهاز اللوحي الأخير من أبل "آي باد برو"، صمم كبديل عن الكمبيوتر المحمول مع لوحة مفاتيح اختيارية كملحق.

في الوقت ذاته، الشائعات انتشرت لسنوات بأنّ أبل سوف تستخدم معالجات "آرم" (نوع من أنواع المعالجات الدقيقة الذي يتعرف على أعداد محدودة من الأوامر) في أجهزة الكمبيوتر المحمولة "ماك بوك"، مشابهة لتلك المستخدمة من قبل آيفون. معالجات "آرم" ستجعل بناء الإطار البرمجي لتطبيقات آيفون أسهل كثيراً لجعله يعمل على أجهزة الماك، والعكس أيضاً صحيح.

ومن الممكن - برغم بعد الاحتمالية عمليا- أن تقوم أبل بالعمل على شكل معين لنظام تشغيل تجميعي – بما يشبه استراتيجية "مايكروسوفت" في "ويندوز" 10، بنظام تشغيل واحد للماك، الآيفون، وحواسيب الأسلوب الهجين مثل الـ"آيباد برو".

ومرة أخرى، فإنّ توجّه أبل الحالي من الواضح أنه سيكتمل، آخذين بعين الاعتبار نجاح الشركة الهائل. وما لم تتعطل الاستراتيجية، أبل لن ترى سبباً لإصلاحها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com