"عمالقة التكنولوجيا" في مواجهة البيئة والذكاء الاصطناعي

تواجه الشركات التكنولوجية الكبرى تحديات كبيرة في مبادراتها البيئية؛ بسبب الزيادة المتسارعة في الطلب على الطاقة وارتفاع انبعاثات الكربون المرتبطة بالتبني الواسع للذكاء الاصطناعي، وفق ما نشره ecns.

وسلطت أحدث تقارير Google البيئية الضوء على زيادة بنسبة 48% في انبعاثات الشركة خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما يُعزى إلى تطورات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أهدافها الطموحة في الاستدامة. 

وتواجه شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى مثل Microsoft وAmazon مشكلات مماثلة، إذ يحاولون التوفيق بين استهلاك الطاقة الكبير للذكاء الاصطناعي وأهدافهم في تقليل الكربون.

 

وتعدُّ احتياجات الطاقة العالية للذكاء الاصطناعي مصدر قلق طويل الأمد، إذ يتطلب الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الطاقة ليس فقط لتشغيل مراكز البيانات، ولكن أيضًا لإنتاج الرقائق والخوادم والبنية التحتية ذات الصلة ونقلها، والتي تسهم جميعها إسهامًا كبيرًا في انبعاثات الكربون.

وتواجه الصين، مع قطاع الذكاء الاصطناعي المتنامي وغيره من الصناعات الناشئة، تحديات كبيرة في استهلاك الطاقة، إذ توقع تقرير صدر في يونيو عن مجموعة Envision وHoyinn وأكاديمية الصين للمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات أن يتجاوز استهلاك الطاقة لمراكز البيانات في الصين 400 مليار كيلووات ساعة بحلول عام 2030.

ومن دون زيادة ملحوظة في استخدام الطاقة المتجددة، قد تتجاوز انبعاثات الكربون من هذه المراكز 200 مليون طن متري بحلول العام نفسه.

وبحسب زو وين، عضو لجنة الخبراء في تحالف الابتكار لنظام الطاقة الجديد: "حتى تصبح الطاقة النظيفة المصدر الأساسي للطاقة، فإن نشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع سيؤدي حتمًا إلى زيادة الانبعاثات الكربونية على المدى القصير، إنها تكلفة على المتبنين الأوائل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أن يكونوا مستعدين لتحملها".

واستجابةً لذلك، قدمت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، جنبًا إلى جنب مع وكالات أخرى، خطة عمل خاصة لتطوير مراكز البيانات بشكل أخضر ومنخفض الكربون، تشمل الخطة أهدافًا لعام 2025 مثل تحسين تخطيط مراكز البيانات الوطنية، وتقليل فاعلية استخدام الطاقة إلى أقل من 1.5، وتحقيق زيادة سنوية بنسبة 10% في استخدام الطاقة المتجددة. 

وتُعدُّ فاعلية استخدام الطاقة مقياسًا لإجمالي الطاقة المستخدمة في مركز البيانات مقارنةً بالطاقة المستخدمة في المعدات الحاسوبية.

في السنوات الأخيرة، تبنت الشركات التكنولوجية الكبرى في الصين مبادرات الخضراء في مجال الحوسبة بشكل استباقي، إذ زادت شركة Baidu مشترياتها من الكهرباء المتجددة، وأقامت مرافقها الخاصة للطاقة المتجددة. 

وتشارك Alibaba بنشاط في تداول الطاقة الخضراء، وتشييد أنظمة الفوتوفولطية الموزعة، وتوقيع اتفاقيات شراء الطاقة النظيفة طويلة الأجل. وارتبط مشروع شبكة الطاقة الجديدة الموزعة في مركز بيانات Tencent في تيانجين بشبكة الكهرباء مؤخرًا، وهو مشروعها الخامس للطاقة المتجددة، بقدرة إجمالية مثبتة تبلغ 10.54 ميغاوات، وتهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة في المركز.

وعلى حين تواجه الشركات التكنولوجية هذه التحديات البيئية، يبقى تحقيق التوازن بين متطلبات الطاقة للذكاء الاصطناعي والأهداف الخضراء قضية حاسمة لاستدامة المستقبل في الصناعة.