دراسات: العناكب قادرة على السمع مع غياب الأذنين
دراسات: العناكب قادرة على السمع مع غياب الأذنيندراسات: العناكب قادرة على السمع مع غياب الأذنين

دراسات: العناكب قادرة على السمع مع غياب الأذنين

جميعنا نعرف تلك المخلوقات الصغيرة ذات الأرجل الثمانية، والتي تشكّل كابوساً مرعباً للغالبية العظمى منّا،ويبدو أنها ستصبح أكثر رعباً بعد الاكتشافات الجديدة المتعلّقة بها!

اكتشف العلماء منذ وقت طويل أنّ للعناكب حاسة بصر استثنائية، وخاصة العناكب القافزة، كما أنّ الباحثين كانوا على علم بقدرة هذه المخلوقات على الشعور بالذبذبات من حولها، لكنهم لم يعتقدوا على الإطلاق أنّ للعناكب القدرة على السمع، خاصة أنها لا تملك آذاناً.

العناكب والاهتزازات

تُعرف العناكب بأنها مخلوقات شديدة الحساسية للاهتزازات المحمولة جواً من مصادر قريبة قد تصل إلى بضعة سنتيمترات. لكن أظهرت دراسات حديثة أجراها باحثون في جامعة كورنيل، ونشرتها مجلة "لايف هاك" أن للعناكب القافزة قدرة على الشعور بهذه الاهتزازات وتحديد نوعها من على بعد مسافات أكبر قد تصل إلى بضعة أمتار!

صدفة

لقد تحقّق هذا الاكتشاف عن طريق الصدفة، حيث كان الباحثون في جامعة كورنيل يدرسون طريقة معالجة العناكب للمعلومات البصرية من حولها، من خلال تسجيل نشاط هذه العناكب الدماغي، وبعد انتهاء تسجيل هذه المعلومات، تحرّك أحد الباحثين بكرسيه وأصدر صوت صرير مفاجئ.

يقول غيل ميندا أحد الباحثين: "عندما نسجّل النشاط الدماغي للعناكب، تصدر أجهزتنا صوت فرقعة مميزاً عندما يزداد نشاط الأعصاب لدى هذه الحشرات، وعندما تحرّك الكرسي وأصدر ذلك الصرير، بدأنا بسماع الفرقعات التي تشير إلى زيادة نشاط العنكبوت العصبي!"

العناكب قادرة على سماعك من على بعد 5 أمتار

بعد هذا الموقف، كرّر غيل التجربة وحرّك كرسيه مرّة أخرى، فاستجابت أعصاب العنكبوت، وللتأكد أكثر...بدأ بقية الباحثين بالتصفيق وإصدار المزيد من الأصوات، وأظهرت النتائج استجابة متواصلة من الجهاز العصبي للعنكبوت. حيث وصلت المسافة التي يستطيع العنكبوت سماع وتمييز الأصوات منها إلى 5 أمتار تقريباً.

المزيد من البحوث

بعد هذا الاكتشاف، بدأ الباحثون بإجراء المزيد من الدراسات للعثور على إجابة لسؤال محيّر، "كيف تسمع العناكب وليس لها آذان؟!"

تمّت دراسة حاسة السمع لدى العناكب باستخدام كلّ من التجارب السلوكية، والتسجيلات العصبية، حيث تكشف التجارب السلوكية ردود أفعال العناكب على الأصوات، في حين تحدّد التسجيلات العصبية التردّدات التي تستجيب لها العناكب.

النتائج

بحسب هذه التجارب، تبيّن أنّ العناكب تستجيب على وجه الخصوص للترددات المنخفضة (ما بين 80 إلى 130 هيرتز)، وهو نفس التردد الناتج من حركة أجنحة نوع من الدبابير الطفيلية التي تفترس العناكب، وقد لوحظ أن العناكب تتجمد تماماً عند سماع هذا الصوت.

أرجل العناكب هي آذانها!

أظهرت نتائج هذه الدراسات أيضاً، أن الشعيرات الموجودة على أرجل العناكب هي بمثابة آذانها.

بداية كان يُعتقد أن هذه الشعيرات عبارة عن مجسّات تلتقط الذبذبات الموجودة على بعد بضعة سنتيمترات، إلاّ أنّ هذه الدراسة الجديدة أظهرت أن العناكب تحوّل الذبذبات التي تلتقطها باستخدام هذه الشعيرات إلى موجات عصبية تميّز من خلالها الأصوات المختلفة.

فائدة هذا الاكتشاف للبشر

إن هذا الاكتشاف ذو أهمية عظمى في تطوير تكنولوجيا أجهزة السمع للبشر أو مكبرات الصوت مستقبلاً والتي قد تشمل شعيرات تؤدي وظيفة مشابهة للشعيرات في أرجل العناكب ممّا يحسّن الأداء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com