روبوتات معززة بالذكاء الاصطناعي تدرس الحفريات في أعماق المحيطات

طور باحثون من جامعة "نورث كارولينا ستيت" الأمريكية، روبوتًا قادرًا على فرز الحفريات البحرية المجهرية وتحليلها والتعامل معها في أعماق المحيطات، بمساعدة برنامج حاسوبي يعتمد على الذكاء الصناعي.

وتتألف التقنية المسماة "فورابوت" من روبوتات وذكاء صناعي يتحكم فيزيائيًا ببقايا الجسيمات الحية والمستحاثات، لعزلها وتصويرها وتحديد أنواعها.

ويسمح الروبوت بأتمتة عملية البحث المتكررة، والمهمة لتطوير فهمنا للبيئة الحيوية في المحيطات سواء في الوقت الحالي وفي عصور ما قبل التاريخ، ما يتيح دراسة تغيرات المناخ.

وتستطيع التقنية دراسة الأوليات التي كانت منتشرة في المحيطات قبل 100 مليون عام، ويُعرَف وجودها من خلال أصداف تتركها وراءها.

وتسمح الأصداف بمعرفة صفات البيئة التي كانت تعيش فيها الأوليات، إذ تتكاثر بعض أنوعها بكثرة في وجود عوامل بيئية محددة؛ مثل الحرارة والتركيب الكيميائي للماء.

وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة "جيوكيمستري، جيوفيزيكس، جيوسيستمز" العلمية، إلى أن الروبوت يعتمد على أجهزة تصوير عالية الدقة، لالتقاط صور للأوليات وتحليلها بواسطة الذكاء الصناعي، لمعرفة نوعها وبينتها.

وقال الأستاذ الدكتور إيدغارلوباتون، المشارك في الدراسة: "تكمن جمالية التقنية الجديدة في كونها تعتمد على مواد منخفضة التكلفة، ونسعى إلى طرح تصميم التقنية وبرنامج الذكاء الصناعي بشكل مفتوح المصدر على الإنترنت، لمساعدة الباحثين على دراسة المحيطات وفهم حيويتها"؛ وفقًا لموقع "فيز دوت أورغ".

وأضاف: "يستطيع الروبوت حاليًا تحديد 6 أنواع مختلفة من الأوليات، ومعالجة 27 صدفة في الساعة، وفي حين أن التقنية المتوافرة حاليًا هي نموذج أولي فقط، فإننا نسعى إلى زيادة عدد الأنواع القابلة للتحديد من قبل الروبوت".

وتابع: "تبلغ دقة الروبوت حاليًا 79% في تحديد أنواع الأوليات، ما يتفوق على دقة البشر في تحديدها، ويمكن إدخال فورابوت في مجال البحث العلمي، ما يوفر وقتًا وجهدًا على دارسي مستحاثات المحيطات".

ويعمل الباحثون حاليًا على زيادة عدد الأنواع القابلة للتحديد بواسطة الروبوت، فضلًا عن زيادة سرعته في معالجة أصداف الأوليات، ما يسمح بزيادة عددها وجمع كميات أكبر من البيانات عنها.