تقنية جديدة لإنتاج الأكسجين على سطح المريخ

ابتكر باحثون تقنية جديدة يمكنها إنتاج الأكسجين على سطح المريخ، ما يمهد الطريق لاستعمار الكوكب الأحمر في المستقبل.

وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن "هذه التقنية تلعب دورًا رئيسًا في تطوير أنظمة جديدة لدعم الحياة على سطح الكوكب، كما يمكن استخدامها لمعالجة الوقود، وإنشاء مواد البناء والأسمدة على المريخ".

والابتكار الجديد يعتمد على "البلازما"، وهي حالة متميزة من حالات المادة يمكن وصفها بأنها "غاز متأين" تكون فيه الإلكترونات حرة وغير مرتبطة بالذرة أو الجزيء.

ويمكن تصنيف "البلازما" على أنها الحالة الرابعة التي يمكن أن توجد عليها المادة، وفق تقرير الصحيفة.

وبحسب التقرير، يتكون الغلاف الجوي للمريخ بشكل أساس من ثاني أكسيد الكربون والذي يمكن تكسيره لإنتاج الأكسجين والكربون.

وقال مؤلف الدراسة والباحث في جامعة لشبونة، الدكتور فاسكو غويرا، إن "هنالك عقبتين كبيرتين تقفان في طريق إنتاج الأكسجين على المريخ، تتمثل الأولى في تحلل جزيئات ثاني أكسيد الكربون لاستخراج الأكسجين، حيث إنه جزيء يصعب كسره".

وأضاف غويرا أن "العقبة الثانية تكمن في أنه ينتج عن فصل الأكسجين خليط غازي يحتوي أيضًا على ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون".

وأوضح الباحثون أن "البلازما" يمكنها أن تساعد في التغلب على هذين التحديين، حيث تحتوي البلازما على جسيمات حرة مثل الإلكترونات، وهي خفيفة، ويمكن تحويلها بسهولة إلى طاقات عالية في المجالات الكهربائية.

وقال الدكتور غويرا: "عندما تصطدم الإلكترونات بجزيء ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن تتحلل مباشرة أو تنقل الطاقة، ويمكن توجيه هذه الطاقة في تحلل ثاني أكسيد الكربون".

وبالإضافة إلى ذلك، تفيد الحرارة المتولدة في البلازما أيضًا في فصل وإنتاج الأكسجين، ويمكن أيضًا استخدامها لإنتاج الوقود والأسمدة، مما يسمح بزراعة المحاصيل على سطح المريخ.

كما أن "هذه التقنية يمكن أن تكون مفيدة على سطح الأرض، وتساعد تقنية البلازما أيضًا في معالجة تغير المناخ على الأرض".

يذكر أن نتائج هذه الدراسة تأتي قبل مهمة " أرتميس 1" التابعة لوكالة "ناسا" والتي من المقرر انطلاقها، في 29 آب/أغسطس الجاري، وتمهد هذه المهمة الطريق لمهام مستقبلية مقبلة على سطح القمر والمريخ.

وفي حال نجاح مهمة "أرتميس"، فمن المقرر أن تطلق "ناسا" رواد فضاء إلى المريخ بحلول العقد المقبل.