أرسل علماء حديثا خلايا جذعية إلى محطة الفضاء الدولية لاختبار زراعتها في الفضاء وتطوير أساليب جديدة لإنتاج كميات كبيرة منها لاستخدامها في العلاج.
وتأتي خطوة العالِم دوروف سارين وفريقه البحثي من مركز "سيدارز سيناي" الطبي في الولايات المتحدة، في إطار البحث عن أساليب جديدة لإنتاج كميات ضخمة من نوع محدد من الخلايا الجذعية القادرة على توليد أي نوع من الخلايا في الجسم، ويمكن استخدامها في علاج أمراض عديدة.
وتمثل التجربة آخر محاولة لإرسال الخلايا الجذعية إلى الفضاء، وتهدف التجارب المماثلة إلى التغلب على الصعوبات الأرضية في إنتاج كميات كبيرة من الخلايا الجذعية.
ويهدف المشروع أيضا، إلى اكتشاف تأثير السفر الفضائي على خلايا الجسم، ومحاولة دراسة وفهم الأمراض الشبيهة بالسرطان.
وسبق أن أطلقت كل من الولايات المتحدة وإيطاليا والصين 6 مشاريع مشابهة، بإرسال أنواع عديدة من الخلايا الجذعية إلى الفضاء، ومنها مشروع دراسة آثار الجاذبية الدقيقة على المستوى الخلوي من قبل جامعة ستانفورد.
وتمثل الخلايا الجذعية حلًا واعدًا، لكن الجاذبية الأرضية تقف عقبة في وجه زراعة كميات كبيرة من الخلايا اللازمة للعلاجات المستقبلية التي تحتاج لمليارات الخلايا للمريض الواحد.
وتكمن المشكلة في المفاعلات الحيوية الكبيرة، إذ يجب تحريك الخلايا باستمرار لمنع سقوطها إلى قاع الخزانات، ولكن الجهد اللازم يسبب موت معظم الخلايا.
وقال كليف سفيندسن، المدير التنفيذي لمركز سيدارز سيناي، إن "الجاذبية المعدومة لا تتسبب بقوة مطبقة على الخلايا، ما يسمح لها بالنمو بطريقة مختلفة"؛ وفقا لموقع إي بي سي نيوز.
وأرسل الفريق مواد يعتبرها العلماء بداية تشكيل مختلف أنواع الخلايا اللازمة للعلاج، وهي تحمل الحمض النووي للمريض، وتشبه في تعددها الخلايا الجذعية الجنينية، ولكنها مستمدة من خلايا جلد المريض أو دمه.
وتضمنت تجربتهم الممولة من وكالة الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، إرسال صناديق صغيرة تحتوي أكياس الخلايا الجذعية والمحاليل والأجهزة اللازمة لإبقائها حية لأربعة أسابيع.
ومن المقرر أن تعود العينات من الفضاء بعد حوالي خمسة أسابيع، لمقارنتها بعينات مماثلة على الأرض.
وأشار الباحثون إلى أن نجاح التجربة وتوليد ملايين الخلايا الجذعية قد يشكل أملا لعلاجات مستقبلية لأمراض مستعصية، وقد يساعد أيضًا في تحقيق حلم البشر بالعيش على كواكب أخرى.