بلومبيرغ: الذكورة في خطر والروبوتات تُفقد الرجال وظائفهم ومعنوياتهم
بلومبيرغ: الذكورة في خطر والروبوتات تُفقد الرجال وظائفهم ومعنوياتهمبلومبيرغ: الذكورة في خطر والروبوتات تُفقد الرجال وظائفهم ومعنوياتهم

بلومبيرغ: الذكورة في خطر والروبوتات تُفقد الرجال وظائفهم ومعنوياتهم

أشارت مقالة أمريكية تحت عنوان "أزمة الرجولة" إلى أن السرعة غير المسبوقة في التغييرات التي تجتاح العالم الآن، بما فيها الأتمتة وفقدان الوظائف اليدوية، باتت تهدد جنس الذكور.

واستعرضت المقالة، شواهد وأرقاما من عدة دول تُظهر أن الرجال يدفعون ثمن متغيرات الحياة العامة بمعدل أكبر من النساء، وأن فقدان الوظائف اليدوية جراء الأتمتة يؤدي إلى تقليل فرص واحتمالات زواج الرجال، وهو أمر له عواقبه المنظورة.

ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، أظهرت إحصائيات نشرت حديثا أرقامًا قياسية للوفيات الناجمة عن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات، تجاوزت المئة ألف في عام واحد، تقريبًا ضعف العدد في العام 2015، وأشار التقرير إلى أن حوالي 70 % من الذين ماتوا كانوا رجالًا.

وفي الصين، تخشى الحكومة مما يسمى "أزمة الذكورة"، حيث يُزعم أن الجيل الجديد من الرجال باتوا يتصرفون كالإناث.

وفي ألمانيا يستخدم بعض الخبراء العبارة نفسها بالضبط - "أزمة الذكورة" - لوصف وضع الرجال في ما كان يُعرف بألمانيا الشرقية الشيوعية. فطوال العقود الثلاثة الماضية التي اعقبت توحيد شطري ألمانيا في العام 1990، انتقلت النساء الشرقيات إلى الغرب أو تزوجن من الرجال الغربيين، تاركات العديد من الذكور في المنطقة غير متزوجين، محبطين ومعزولين.

الروبوت يهدد وظائف الرجال

ويدرج التقرير الظاهرة الألمانية ضمن مشهد عالمي باتت فيه أعمال الرجال مهددة بأتمتة التصنيع باستخدام الروبوتات. فأكبر الخاسرين من الروبوتات هم عمال التصنيع الذين اعتادوا أن يفعلوا ما تتولاه الروبوتات الآن، وهؤلاء العمال هم في الغالب من الرجال.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الوظائف في قطاع الخدمات، وخاصة تلك التي يتم فيها تقدير "مهارات الأشخاص" بالبخشيش أو العلاوات، فإن الوظائف لا تتعرض للتهديد من قبل الروبوتات على الإطلاق، على الأقل حتى الآن. وهنا يبدو أن النساء يتمتعن بميزة تؤكدها الإحصاءات.

وتنوه المقالة لما حصل في أجور النساء والرجال، حيث انكمشت الفجوة التي كانت تقليديًا لصالح الرجال. لكن فجوة الأجور المتلاشية لها أيضًا آثار جانبية، كما كان أوضح الراحل جاري بيكر، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد.

ففي "نظرية الزواج"، التي نُشرت في العام 1973، عرض بيكر كيف أن تقلص فجوة الأجور بين الذكور والإناث يقلل من قيمة الزواج بالنسبة للمرأة.

فبمجرد أن تكسب المرأة أجورا أفضل، فإنها لن تعود تستفيد كثيرا من تقييد نفسها بالرجل، على الأقل ليس بنفس الطريقة السابقة، فنسب الزواج تتقلص ومثلها المواليد، وفي ذلك عواقب اجتماعية واقتصادية كثيرة، كما تقول النظرية التي تسجل زيادة مقابلة في عدد المواليد خارج إطار الزواج ومؤسسة الأسرة.

وتخلص مقالة الرأي في "بلومبيرغ" إلى أنه لا يوجد شيء جيد أو سيئ بطبيعته، لكن التغيير الحاصل صعب على الناس، وتحديدا الرجال؛ لأنهم باتوا يفقدون الأدوار التي كان آباؤهم وأجدادهم يعتبرنها ذكورية بشكل واضح.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com