الموت في الفضاء.. ماذا سيحدث لأجسادنا؟
الموت في الفضاء.. ماذا سيحدث لأجسادنا؟الموت في الفضاء.. ماذا سيحدث لأجسادنا؟

الموت في الفضاء.. ماذا سيحدث لأجسادنا؟

أصبح السفر إلى الفضاء للترفيه أمرًا واقعًا في الوقت الحالي، ومع التطورات المتلاحقة والمنافسة المحتدمة بين الشركات لتقديم تلك الخدمات، فقد يأتي يوم لقضاء العطلات أو ربما للعيش في الفضاء.

وفي تموز/يوليو الماضي، بدأت شركة الفضاء التجارية "بلو أوريجين" بالفعل في إرسال عملاء في رحلات سياحية للفضاء.

كما كشف الملياردير الأمريكي، "إيلون ماسك"، عن خطة طموحة لإيصال البشر إلى المريخ مع شركته "سبيس إكس".



ويستهدف "ماسك" تحقيق خطته في 2026، أي قبل سبع سنوات من هدف "ناسا" بهبوط رواد الفضاء على الكوكب الأحمر.

وهذا يعني أننا بحاجة إلى البدء في التفكير فيما سيكون عليه العيش في الفضاء - ولكن أيضًا ماذا سيحدث إذا مات شخص ما هناك؟

سلط  موقع "ذا كونفرزيشن" الضوء على الاختلاف الذي سيحدث في مراحل وفاة الجسد في الفضاء مقارنة بالأرض، موضحًا أن جوهر الاختلاف يكمن في عملية التحلل.

الوفاة على الأرض

بعد حدوث الوفاة على الأرض، يمر جسد الإنسان بعدد من مراحل التحلل، حيث يتوقف الدم عن التدفق ويبدأ في الترسب أو التجمع في الجزء السفلي نتيجة الجاذبية (على سبيل المثال لو كان ممدا سيترسب في أسفل الظهر) نتيجة لتأثير الجاذبية في عملية تعرف باسم "ليفور مورتيس".

وبعد ذلك تنخفض درجة حرارة الجسم حتى تتطابق مع درجة الحرارة المحيطة، وهي مرحلة "الجور مورتيس" ثم تتصلب العضلات بسبب التراكم غير المنضبط للكالسيوم في ألياف العضلات وهذه هي مرحلة "ريجور مورتيس".

ثم تقوم الإنزيمات البروتينات، التي تسرع التفاعلات الكيميائية، بتفكيك جدران الخلايا وإطلاق محتوياتها، وفي الوقت ذاته تهرب البكتيريا الموجودة في أمعائنا وتنتشر في جميع أنحاء الجسم.

تلتهم البكتريا الأنسجة الرخوة- التعفن-  والغازات التي تطلقها تسبب انتفاخ الجسد، وتنتهي عملية تصلب الجسم بعد تدمير العضلات، وتنبعث الروائح القوية، وتفكك الأنسجة الرخوة.

وعمليات التحلل السابقة تأتي نتيجة العوامل الداخلية، ولكن هناك أيضًا عوامل خارجية تؤثر على عملية التحلل، بما في ذلك درجة الحرارة، ونشاط الحشرات، ودفن الجسم أو لفه، ووجود النار أو الماء.

يحدث التحنيط، في ظروف جافة يمكن أن تكون ساخنة أو باردة.

ويمكن في البيئات الرطبة الخالية من الأكسجين، أن ينتج "شمع الجثث" وهو مادة عضوية تشبه الشمع تكونت بواسطة التحلل البكتيري اللاهوائي للدهون في الأنسجة، يمكن أن تعمل هذه المادة كحاجز أعلى الجلد لحمايته والحفاظ عليه.

ولكن في معظم الحالات، تختفي الأنسجة الرخوة في النهاية لتكشف عن الهيكل العظمي.

وهذه الأنسجة الصلبة أكثر مرونة ويمكنها البقاء لآلاف السنين.

الوفاة في الفضاء 

في ظل غياب الجاذبية في الفضاء لن يترسب الدم في الأجزاء السفلية، بينما ستستمر عملية تصلب الجسد (ريجور مورتيس) داخل البدلة الفضائية، وستظل البكتيريا الموجودة في الأمعاء تلتهم الأنسجة الرخوة.

لكن هذه البكتيريا تحتاج إلى أكسجين لتعمل بشكل صحيح، وبالتالي فإن الإمدادات المحدودة من الهواء ستبطئ العملية بشكل كبير.



تساعد الميكروبات الموجودة في التربة (في حالة الوفاة على الأرض) أيضًا على التحلل، وبالتالي فإن أي بيئة كوكبية تمنع العمل الميكروبي، مثل حالة الجفاف الشديد، ستعمل البيئة الكوكبية على تحسين فرص الحفاظ على الأنسجة الرخوة.

ويعني التحلل في ظروف مختلفة جدًا عن بيئة الأرض أن العوامل الخارجية ستكون أكثر تعقيدًا، على سبيل المثال الهيكل العظمي.

فعندما نكون على قيد الحياة، فإن العظام تكون مادة حية تتكون من مواد عضوية مثل الأوعية الدموية والكولاجين، ومواد غير عضوية (هيدروكسيل أباتيت وأملاح أخرى من الكالسيوم والفوسفات).

عادة، يتحلل المكون العضوي، عند الوفاة على الأرض وبالتالي فإن الهياكل العظمية التي نراها في المتاحف هي في الغالب بقايا غير عضوية.

لكن في تربة شديدة الحموضة، والتي قد نجدها على الكواكب الأخرى، يمكن أن يحدث العكس ويمكن أن يختفي المكون غير العضوي تاركًا الأنسجة الرخوة فقط.

على الأرض، يشكل تحلل البقايا البشرية جزءًا من نظام بيئي متوازن حيث يتم إعادة تدوير العناصر الغذائية بواسطة الكائنات الحية، مثل الحشرات والميكروبات وحتى النباتات.



لن تتطور البيئات على الكواكب المختلفة لتستفيد من أجسامنا بنفس الطريقة الفعالة. الحشرات وحيوانات القمامة غير موجودة على الكواكب الأخرى في نظامنا.

وفي ظل ظروف شديدة الجفاف الشبيهة بالصحراء الموجودة على كوكب المريخ قد يعني ذلك جفاف الأنسجة الرخوة، وربما تؤدي الرواسب المحملة في الرياح التي تهب إلى تآكل الهيكل العظمي وإتلافه بطريقة نراها هنا على الأرض.

تعتبر درجة الحرارة أيضا عاملا رئيسا في التحلل. فعلى القمر، على سبيل المثال، يمكن أن تتراوح درجات الحرارة من 120 درجة مئوية إلى -170 درجة مئوية.

لذلك يمكن أن تظهر على الأجسام علامات تغير ناتج عن الحرارة أو أضرار بسبب التجميد.

ولكن من المحتمل أن بقايا الجسد ستظل تبدو بشرية؛ لأن عملية التحلل الكاملة التي نراها هنا على الأرض لن تحدث، ستكون أشبه بأجسام الكائنات الفضائية.

وربما نحتاج إلى إيجاد شكل جديد من الممارسات الجنائزية، لا يتضمن متطلبات الطاقة العالية لحرق الجثث، أو حفر القبور في بيئة قاسية غير مضيافة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com