ماذا تعني استضافة مصر "وكالة الفضاء الأفريقية" بشكل دائم؟
يجري وفد من مفوضية الاتحاد الأفريقي للعلوم والتكنولوجيا، زيارات للدول المرشحة لاستضافة مقر وكالة الفضاء الأفريقية، ومن بينها مصر التي تسعى لاستضافة الوكالة لدخول عالم الفضاء؛ دعمًا للبحث العلمي وتنفيذًا لأجندة أفريقيا 2036.
وفي تصريحات لرئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أكد أن مصر اتخذت بعض الخطوات التنفيذية لتخصيص أرض لإنشاء مقر الوكالة بمنطقة القاهرة الجديدة، مع توفير التمويل اللازم لإنشاء المبنى، متابعًا: "مستعدون لبدء البناء فور اتخاذ قرار استضافة مصر لمقر الوكالة".
وأكد أنه بصرف النظر عن القرار الذي ستتخذه مفوضية الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن، فإن مصر ستستمر في تقديم كل الدعم الممكن للوكالة وللدول الأفريقية الشقيقة، في مجال الفضاء والبحث العلمي.
ويرى عوض حسوب، الأستاذ بمعهد الفلك والبحوث الجيوفيزيقية بمصر، أن وجود وكالة الفضاء الأفريقية في مصر سيضيف ثقلًا كبيرًا للدولة، مثلما هو الحال في أمريكا، وفرنسا، والنمسا، مشيرًا إلى أن بناء وكالة الفضاء يضع مصر ضمن قائمة الدول الكبرى التي تجري بحوثًا للفضاء، منذ سنوات عديدة.
وأضاف في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن وجود الوكالة في مصر سيجعلها مقر "المطبخ العلمي" لكافة الأبحاث التي تجريها أي دولة ستكون عضوًا في الوكالة، ما سيوسع دائرة الاستكشافات الفضائية وغيرها من أعمال الاستشعار عن بعد، ويعزز العمل الأفريقي المشترك لتطوير علوم الفضاء.
ويرى علماء وخبراء فضاء وفلك مصريون، أن امتلاك وكالة الفضاء يساهم في السيطرة على مصادر المياه الخاصة بالدولة، ويقوي من جهود حماية الحدود وترسيم مشاريع تطوير المدن، مشيرين إلى وجود خبرات سابقة عديدة لمصر في مجال الأقمار الصناعية منها، "برنامج الفضاء المصري" الذي انطلق ليواكب التطورات التقنية، إذ تسعى مصر لزيادة الأقمار الصناعية التي تمتلكها إلى 7 أقمار، مع تدريب الكوادر اللازمة لصناعة أقمار صناعية بأياد مصرية خالصة.
وسبق أن وافق مجلس النواب المصري على مشروع إنشاء وكالة فضاء مصرية، تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتبع رئيس الجمهورية، وتتمتع بالاستقلال الفني والمالي والإداري.
وتهدف الوكالة إلى استحداث نقل وتوطين وتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، وامتلاك القدرات الذاتية لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية من الأراضي المصرية، بما يخدم استراتيجية الدولة بمجالات التنمية وتحقيق الأمن القومي.
