ميقاتي: مستعدون لتعزيز الجيش اللبناني في الجنوب فور التوصل لوقف نار
سألتني محطة فضائية لبنانية عما يُقال عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة، وعما إذا كان التهجير يمثل حلًا حقيقيًا للقضية من وجهة النظر الإسرائيلية.
وكان رأيي أن حكومة في غاية التطرف مثل حكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب، يمكن أن تراه كذلك، ولكن المشكلة أن القضية لها طرفان، وأن ما يراه طرف منهما على أنه حل، لا يمكن أن يكون حلًا ما لم يكن الطرف الثاني يراه حلًا أيضًا، وإلا فإن مصيره الفشل مهما كانت قوة الدفع التي تقف وراءه وتسقيه وتغذيه.
فالتهجير الذي تتكلم عنه إسرائيل يتصل بشعب، لا بقبيلة، ولا يمكن نقل شعب من أرض إلى أرض غير أرضه، ولو افترضنا إمكانية النقل نظريًا، فهو عمليًا مستحيل، لأن الشعب الذي نتحدث عنه ليس فقط صاحب قضية عادلة، ولكنه صاحب أرض لا يرى لها بديلًا.
هذا عن الطرف الفلسطيني، وهذا هو موقفه الذي أعلنه ويعلنه، وهذا هو ما يجعل الطرف الإسرائيلي يبدو عندما يطرح مسألة التهجير وكأنه يتحدث مع نفسه، لأن ما يقوله لا يُقرّ به الطرف الآخر ولا يقبل به، ولا حتى يتصوره حقيقة ماثلة أمامه في الواقع العملي.
وفي القضية طرف ثالث هو مصر في حالة قطاع غزة، ثم الأردن في حالة الضفة الغربية، وقد أعلن أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، أن التهجير من الضفة يعني بالنسبة لبلاده إعلان حرب.. وهذه رسالة قوية أعلنتها العاصمة الأردنية عمّان، منذ اللحظة الأولى التي جرى فيها إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي إليها.
أما القاهرة، فموقفها واضح ومعلن، ويستند على حقيقة تقول إن البلد الذي خاض معركة دبلوماسية قانونية مداها الزمني سبع سنوات في قضية طابا، لا يمكن في المقابل أن يرى سنتيمترًا واحدًا من أرض سيناء خارج الإطار الذي دارت فيه مسألة طابا.
لو أن إسرائيل قامت بتهجير الفلسطينيين إلى القمر فلن يكون هذا حلًا، ولكنه سيكون نقلًا للمشكلة إلى نطاق آخر ولن يكون حلًا لها، وسوف تظل القضية تطلب حلها على أرضها وفي عاصمتها القدس الشرقية، ولو أن إسرائيل أهلكت الفلسطينيين جميعًا إلا واحدًا، فسوف يبقى هذا الفلسطيني الواحد يسعى في القضية بما يسعى به الشعب الفلسطيني بكامله.
المصري اليوم
المقالات المختارة المنشورة في "إرم نيوز" تعبّر عن آراء كتّابها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر الموقع.