توصية الرئاسة الأهم!
توصية الرئاسة الأهم!توصية الرئاسة الأهم!

توصية الرئاسة الأهم!

سليمان جودة

نقلت صحف الصباح عن السفير علاء يوسف أن الرئيس طلب، خلال اجتماع جرى أمس الأول، أن تتحرك توصيات مؤتمر الشباب الأخير، من قاعات مكتبة الإسكندرية، حيث دامت أعماله يومين، إلى أرجاء البلد، حيث يعيش المصريون ويتحركون طوال السنة!.

السفير يوسف يتحدث باسم الرئاسة، وينقل ما يدور فى اجتماعاتها إلى الناس، ولأنه دبلوماسي، ولأن المقام مقام رئاسي، فإنه يصوغ ما تشهده الاجتماعات في عبارات جادة، وموجزة، وسريعة، ومتحفظة!.. أقول ذلك لأني لا أعرف ما إذا كان في استطاعته أن ينقل لمستمعيه، أن الرئيس قد احتد.. مثلاً.. على المسؤول الفلاني، وأعطاه فرصة أخيرة ليكون الأداء العام عنده أفضل.. وإلا.. أو أن الرئيس أثنى على أداء مسؤول آخر، وتمنى لو أن كل المسؤولين من حوله كانوا فى مثل شطارته وقدرته على العمل المنجز؟!.

لا أعرف.. فالعمل الدبلوماسي يعطي صاحبه وجهاً آخر، غير الوجه الطبيعي الممتلئ بالحياة!.

ولا أعرف ما الذي قاله الرئيس بالتفصيل، وهو يتطلع مع الحاضرين فى الاجتماع إلى المؤتمر، بطريقة تضعه فى ميزان التقييم الدقيق، فلا تهوّل في تقييمه، ولا تهوّن من حجم ما نتج عن نقاشات استمرت نهارين!.

غير أن الذي أعرفه أن التوصية الأهم التى لابد أن تكون قاسماً مشتركاً أعظم، في كل دورة مقبلة للمؤتمر، يمكن استخلاصها من مشهد واحد.. هذا المشهد هو حرص الرئيس في جلسة الافتتاح، على أن تكون مريم فتح الباب، فتاة الثانوية العامة المتفوقة، جالسة إلى يمينه!.

التوصية الأهم لابد أن تكون من قلب هذا المشهد، دون سواه، وأن تكون على النحو الآتي: إن احتفاء الرئيس بالبنت له معنى، وهذا المعنى هو أن الحفاوة في البلد يجب أن تكون بالكفاءة، وأن تكون هي المعيار الذى لا معيار غيره، في الصعود وفي الترقي، لأنه لا معنى لجلوس مريم إلى يمين رأس الدولة إلا هذا المعنى!.

ويبقى المشهد في مجمله، في حاجة إلى ترجمة حية، من كل جهة فى الدولة، بما ينقل كل معانيه إلى كل بيت، وبما يرسخ في أعماق كل شاب، أن كفاءته وحدها سوف تحمله إلى حيث يريد، وأن الأقل كفاءة منه، لن يتجاوزه، لمجرد أنه على صلة بفلان، أو علان، في الدولة، وأنه باعتباره شاباً مدعو إلى أن يكون على يقين من ذلك، وأن أجهزة الدولة المختلفة مدعوة بدورها، إلى أن تبرهن على هذه المعانى وتؤكدها أمامه يوماً بعد يوم!.

حفاوة الرئاسة بالبنت، هي في الأصل حفاوة بالتفوق، وهي رسالة مباشرة عن أن المكان الذي استقرت فيه مريم أمام الكاميرات، على يمين أعلى مسؤول في الدولة، هو بالتحديد مكان كل متفوق، وهو سبيله إلى أن يحصل من بلده على قدر تفوقه، وكفاءته، واجتهاده، وتعبه.. لا على قدر فهلوته!.

مشهد مريم إلى جانب الرئيس، هو إعلاء للقيمة الباقية فى الإنسان.. وتلك هي التوصية التى يتعين أن تكون موضع ترويج من ناحية الرئاسة فى كل وقت، وفي كل تجاه، وأن تنتقل منها كأنها عدوى إلى كل ركن!.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com