هل الإعلام الأميركي «مهني» تجاه ترمب؟
هل الإعلام الأميركي «مهني» تجاه ترمب؟هل الإعلام الأميركي «مهني» تجاه ترمب؟

هل الإعلام الأميركي «مهني» تجاه ترمب؟

مشاري الزايدي

لو كانت الميديا الأميركية، ذات النفس العدواني المتياسر ضد إدارة و«شخص» الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لم تقع في حفر الزيف، حفرة تلو حفرة، لمرّ تقريرها عن تحرك القوات الأميركية لقنص خليفة «داعش» البغدادي، بطريقة عادية، ولم تثر غضب الرئيس وجنرالات البنتاغون.

مؤخرا كتب الرئيس ترمب على حسابه بـ«تويتر» تغريدة ساخطة على صحيفة «نيويورك تايمز» لأنها: «أحبطت محاولة الولايات المتحدة لقتل الإرهابي المطلوب البغدادي»، معتبراً ذلك مثالا على: «أجندتهم سيئة النية على صعيد الأمن القومي».

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فيبدو أن ترمب يشير لتصريحات الجنرال الأميركي توني توماس خلال مؤتمر صحافي في آسبن أكد فيها أن القوات الخاصة الأميركية كانت «قريبة جدا» من زعيم تنظيم داعش عام 2015 لكنها فقدت أثره بعد تسريبات صحافية. من جهتها طلبت صحيفة «نيويورك تايمز» السبت من البيت الأبيض «توضيح التغريدة».

الحق أنها ليست مرة واحدة، بل نحن أمام «نهج» مستمر من الهجوم غير المهني على إدارة الرئيس ترمب، وشخصه، وهو قال إنه لا يوجد رئيس أميركي تعرض لمثل هذا العدوان من الإعلام مثله.

يقول البعض إن ذلك راجع لشخصية ومزاج ترمب المثير للحنق، لأنه لم يقدم وردة الودّ للميديا الأميركية منذ البداية، والأخيرة تردّ له الصاع أصواعا.

وهناك من يقول إن القصة أبعد من استلطاف شخصي، فالميديا الأميركية المتياسرة تنطلق من قواعد فكرية وسياسية معادية، خاصة بعد ازدهار الليبرالية اليسارية بعهد الآفل أوباما، وأننا أمام «منظومة» كبرى تحارب من أجل بقاء النفوذ، والإعلام، ومعه مجتمع هوليوود، رأس الحربة في هذه المنظومة، ومعهم طبعا من يستهلك هذه الدعاية في إعلامنا العربي، واحد منهم من كتاب «الصفحة» الأخيرة المشاهير.
ليست المرة الأولى التي يعمي فيها الحنق مؤسسات إعلامية كبرى عن المهنية، فيما يخص الرئيس ترمب، وثمة رصد مفيد للصحافي ممدوح المهيني عن «هفوات» الإعلام الأميركي تجاه هذه الإدارة، من ذلك اعتذار صحيفة «واشنطن بوست» عن تقريرها السيئ عن دولة الإمارات، وأخذها جانب الرواية القطرية، و«نيويورك تايمز»، و«سي إن إن» التي اعتذرت هي الأخرى عن تقرير مفبرك ضد إدارة ترمب وفصلت 3 من موظفيها.
ترمب وإدارته، مؤكد لديهم أخطاء - طبيعي - لكن الإصرار على «شيطنة» إدارة ترمب ومحقها قبل حتى أن تنهي ولايتها الأولى، لصالح من هذا؟ وهل هو شقاوة إعلامية عفوية؟
نعم القصة في جانب منها قصة أميركية داخلية، لكن الولايات المتحدة، وهذا حكم الواقع، الدولة الأولى التي تؤثر على عالمنا، وبالنسبة لنا، فهي خير وأفضل بكثير من إدارة الآفل أوباما التي يسحّ عليها يساريجية العالم الدموع...

الشرق الأوسط

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com