{هاكرز} فرنسا
{هاكرز} فرنسا{هاكرز} فرنسا

{هاكرز} فرنسا

مشاري الزايدي

مرة أخرى، وقبل 48 ساعة من بدء التصويت على انتخابات الرئاسة الفرنسية، هجم قراصنة على حسابات تابعة للمرشح القوي ماكرون، لصالح خصمه اليمينية الشعبوية لوبان.

السلطات الفرنسية سارعت بتحذير وسائل الإعلام من ترويج هذه التسريبات، تحت طائلة العقوبة الجنائية.

معسكر ماكرون، المؤيد للانفتاح وللبقاء في الاتحاد الأوروبي، المؤيد من قبل سلفه الرئيس هولاند، قال إن التسريبات لا شيء فيها «يخجل» منه المعسكر الماكروني، فهي وثائق مالية «شرعية» وأخرى مزيّفة، أو مضاف لها من خيالات القراصنة، أو من يقف خلفهم. نقول مرة أخرى، لأنه أعاد للذاكرة الهجمات الإنترنتية التي تعرضت لها حملة المرشحة الديمقراطية الأميركية هيلاري كلينتون، لصالح خصمها دونالد ترمب.

حينها تمّ توجيه الاتهام لجهات روسية، لترجيح كفّة ترمب ضد هيلاري، بسبب «توهّم» الروس أن ترمب خير لهم من هيلاري.

الآن الاتهامات في هجمات الهاكرز على المرشح الوسطي اليساري، هو يقول عن نفسه إنه لا يميني ولا يساري، الاتهامات متجهة للروس، أو لأطراف محسوبة عليهم، لا فرق.

موقع «ويكيليكس» الشهير، أعاد نشر الوثائق المزعومة، قبيل التصويت الفرنسي بقليل، لضرب حظوظ «مسيو» ماكرون.

«ويكيليكس» ومعها عنصر الاستخبارات الأميركية «الخائن» سنودن، لا ريب أنهم يعملون، بوعيهم أو من دونه، لصالح المصالح الروسية، التي تريد نصرة تغييرات سياسية محدّدة في المعسكر الغربي، أميركا وأوروبا.

بصراحة كنت أتوقع هجمات من هذا النوع على الانتخابات الفرنسية، بالتوقيت نفسه، لكن قيل لعل من فعلها في أميركا، وانكشف أمره، لا يعيد الكرة بالطريقة نفسها بل بالتوقيت نفسه، يعني: خلاص صارت مكشوفة اللعبة!

لكن يبدو أن المخطط الأصلي فاقد لخصوبة الخيال، ومرونة التغيير في الخطط، وهو أمر ليس بغريب ولا عجيب على هذه الأطراف، ونحن نرى فعائلهم هي هي بكل قضية.

الأمر الذي يجب التأمل فيه هنا، هو أين الحقيقة من الزيف في هذا العالم المهول من محتويات الإنترنت؟

نعيش في حرب كبرى، قذرة، من الإشاعات والإرجافات والفبركات، دون كلل ولا ملل، لفرض صورة معينة عن طرف أو دولة أو قضية ما.

هناك استثمارات بالمليارات في عوالم السوشيال ميديا، والفضائيات، والمواقع الإخبارية، وهناك وكالات متخصصة في بناء وترويج المحتوى المطلوب إشاعته في منصات السوشيال ميديا، لتصل إليك أخي وأختي، على شاشة هاتفك الذكي، من خلال غروب «الواتسآب» الذي أنت فيه، أو «التايم لاين» الذي تتبعه على منصة «تويتر»، وغير ذلك.

الأمر ليس عفويا ولا تلقائيا، هي صناعة كاملة، ومن يقف خلفها أشباح الظلام.

ظلام مزدحم بالحركة، مفتقر للنور.

الشرق الأوسط

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com