الهند الإمارات.. لغة الكلام والجسد والأرقام
الهند الإمارات.. لغة الكلام والجسد والأرقامالهند الإمارات.. لغة الكلام والجسد والأرقام

الهند الإمارات.. لغة الكلام والجسد والأرقام

محمد الحمادي

الاهتمام الرسمي والشعبي بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الهند كان واضحاً للجميع، حتى قبل نزول سموه من سلم الطائرة ولقاء مودي له بالأحضان للمرة الثانية، فالاستعدادات لزيارة سموه كبيرة جداً، وهذا ما أشار إليه الإعلام الهندي خلال الأيام الماضية، وقد ذكرت صحيفة «إنديا توداي» ما يشير إلى المكانة الرفيعة التي يتمتع بها الشيخ محمد بن زايد في الهند، فقد قالت إنه جرت العادة أن تتم دعوة الملوك أو رؤساء الدول فقط للمشاركة في احتفالات «يوم الجمهورية» إلا أن مكانة ودور الشيخ محمد بن زايد حفظه الله كبيران، وهو تقدير مستحق لسموه نتيجة للدور الكبير الذي يقوم به في التنمية والسلام محلياً وخارجياً، وهو ما جعل الهنود لا يترددون في أن يكون الشيخ محمد ضيف شرف هذا العام، وهذا تقدير وفهم كبيران لمكانة الشيخ محمد ودوره.

ما بين الإمارات والهند شيء أعمق مما توقعه الجميع، فهي علاقة بين أمتين تحترمان بعضهما البعض وهي علاقة بين قيادتين تثقان ببعضهما وتعملان من منطلقات تجعلهما يعرفان ماذا يريدان، وإلى أين هما ذاهبان ببلديهما وشعبيهما.. لغة الكلام ولغة الجسد هما الأساس، ثم بعد ذلك ليقرأ من شاء لغة الاقتصاد، ولغة المال، ولغة الأرقام والمصالح، التي لا شك أنها ستكون في صالح الطرفين، فلغة الجسد بين الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء مودي تقول إننا أمام شخصين متفاهمين، قريبين من بعضهما على الرغم من اختلاف جنسيتيهما وعرقيهما ودينيهما وثقافتيهما، ولكن لأنهما يتكلمان بلغة إنسانية واحدة راقية ومترفعة عن كل الأمور الصغيرة، فإننا نرى أنهما يتحدثان بكلمات واضحة وقوية وصادقة يمكن ترجمتها بسرعة وسهولة إلى أفعال واتفاقيات وشراكات طويلة المدى.

الكلمة التي سجلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في سجل زوار ضريح غاندي تعكس عمق الفهم والاحترام والالتزام الذي تتشابه فيه الهند والإمارات عندما قال سموه «ستظل القيم السامية والمبادئ الإنسانية التي حملها الراحلان الكبيران غاندي وزايد مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة لنشر المحبة والوئام والسلام بين الشعوب وبث روح الطموح والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً».. هذه الكلمات تلخص الكثير وتيّسر على من يريد أن يفهم خصوصية العلاقة بين البلدين، فالقيم الإنسانية هي الأهم في حياة الشعوب وعلاقات الدول، ومن ثم تأتي المصالح الاقتصادية والسياسية والمادية.

أخيراً.. عندما تبني الإمارات علاقات جديدة وقوية مع دولة ما فإننا لا نهدم علاقة قائمة مع دولة أخرى، كما أن هذه العلاقة الجديدة لا تكون على حساب أو ضد علاقة أخرى، هذه هي سياسة الإمارات وتوجهها، فنحن نبحث عن مزيد من الأصدقاء، ونكوّن مزيداً من الصداقات، أما أصدقاؤنا الحقيقيون فنقوّي علاقاتنا معهم، ونرتقي بتلك العلاقة ونذهب بها إلى الأمام.

الاتحاد

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com