هذه هي بريطانيا... يا قمة الخليج!
هذه هي بريطانيا... يا قمة الخليج!هذه هي بريطانيا... يا قمة الخليج!

هذه هي بريطانيا... يا قمة الخليج!

نجم عبدالكريم

اهترأت مقولة تشرشل من كثرة التكرار:

"ليست هناك محبة دائمة، ولا كراهية دائمة، ولكن هناك مصالح دائمة".

وبالرغم من بداهة معرفة هذه المقولة المكررة، فإن الذين خططوا لجدولة أعمال مؤتمر قمة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عُقد مؤخراً في البحرين، وجهوا دعوة إلى رئيسة وزراء بريطانيا، والتي ما إن وطئت أقدامها البحرين حتى أدلت بعدة تصريحات تؤكد فيها وقوف بلادها مع دول الخليج في مواجهة الخطر الإيراني! وكأن بلادها ليست من لعبت دوراً مهماً بوضع ثلاث جزر خليجية (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وجزيرة أبوموسى) تحت وصاية شاه إيران!

والأغرب والأعجب من كل هذا وذاك أن في الوقت الذي كانت رئيسة وزراء بريطانيا تدلي بتصريحاتها بحماية دول الخليج من الخطر الإيراني في مؤتمر قمة دول مجلس التعاون في البحرين، كان سفيرها في طهران يشارك بنفسه في توقيع اتفاقيات بيع النفط والغاز الإيراني لكبريات الشركات البريطانية، حيث عُقدت صفقات بمليارات الدولارات!

وهذا ما عاد بذاكرتي إلى قراءة مذكرات (غلوب باشا)، حيث كتب في صفحة 255 بعض ممارسات حكومته البريطانية بما لا يصدقه عقل، فهل هناك أحد يصدق أن تساهم الحكومة البريطانية في قتل مواطنيها؟!... هذا ما يؤكده غلوب في مذكراته:

"بعد الحرب العالمية الثانية التحم المهاجرون اليهود في فلسطين، في حملة إرهاب ضد الجنود والموظفين البريطانيين، وكثيرون منهم قتلوا!... وكان ذلك بمنزلة تدبير مع السلطات البريطانية، لكي تتخذ بريطانيا من هذا الإرهاب المفتعل حجة للانسحاب من فلسطين، والتخلي عن مؤسساتها فيها إلى التنظيمات الإرهابية، والتعجيل في إقامة (دولة إسرائيل).

ومع ان بريطانيا هي التي أصدرت وعد بلفور، ويسّرت هجرة اليهود إلى فلسطين، فإن الإرهابيين اليهود يزعمون أنها دولة استعمارية تحتل (أرض إسرائيل)!

• هذا ما كتبه مواطن بريطاني يؤكد فيه أن مصلحة بريطانيا، إذا اقتضت أن تضحي بقتل مواطنيها في سبيل تحقيق مكاسب سياسية أو مصالح اقتصادية، فإنها لن تتردد كما فعلت مع المتطرفين الإرهابيين اليهود في قتل المواطنين والموظفين البريطانيين في فلسطين، كي تكون حجة لهم للانسحاب من الأراضي الفلسطينية لتحتلها دولة الصهاينة!

هذه السياسة التي ترتكز في أساسها على مقولة عميد السياسة البريطانية (تشرشل)!

• ليت قادة دول الخليج الذين وجهوا دعوة إلى رئيسة وزراء بريطانيا يستمعون إلى الدعوة التي يوجهها لهم ضمير الإنسان الخليجي، ويعملون على جعل هذا الاتحاد أكثر اقتراباً مما يوائم طموحات الإنسان الخليجي حين يقتربون باتحادهم أكثر فأكثر مما هو عليه، فمنذ عقود وهذا الاتحاد يدور في فلك مكانك سر...! دون أي تقدم في مواجهة الأخطار المحدقة في المنطقة!

• ليت زعماء الخليج يستمعون إلى الدعوات التي يطلقها أهل الخليج باتحاد فدرالي وأمامنا تجربة ماليزيا، التي تعتبر واحدة من أكثر التجارب نجاحاً!

الجريدة

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com