مهدي «ميزو»!
مهدي «ميزو»!مهدي «ميزو»!

مهدي «ميزو»!

مشاري الذايدي

ضجت الميديا العربية، التقليدية منها والمودرن، أقصد «بتوع» السوشيال ميديا، بخبر الشيخ المصري، محمد نصر، الملقب بميزو، لأنه وصف نفسه بالمهدي المنتظر.

الرجل ليس مجنونًا ولا مختلاً، كما طالب البعض بإحالته للمصحات العقلية، بل هو شخص معروف، وله برامج تلفزيونية، وتابعت بعض أحاديثه.

نستطيع القول إنه «متهور» ربما، ولكن فكرته كما شرح أكثر من مرة للإعلام المصري والعربي، هي أنه «نصب فخًّا» للمتابعين، وبخاصة جمهور السوشيال ميديا، حتى يجذب اهتمام الناس، وقد صار ذلك.

طبعًا شرح فكرته عن المهدوية بالقول: «أعترف بأنني صاحب البيان الذي نشر على حسابي في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، والهدف منه هو استفزاز من ينتظرون شخصًا يعتقدون أنه مُخلِّص وهو لا يعرف تخليص نفسه من الأساس اسمه المهدي المنتظر».

طبعًا مسألة ظهور مهدي منتظر آخر الزمان، هي مسألة معروفة في النصوص المحفوظة، والمسألة عند الشيعة مسألة لا يصح الإيمان إلا بها، مسألة أصول، بينما عند السنة، وإن كانت تقرّ بها، عند الجمهور، فهي لا تسلب صفة الإيمان من منكرها، وإن كان المنكر لمسألة المهدي، يعتبر منحرفًا.

على كل حال، القصة ليست بالكلام الديني والغيبيات، بل عن الجانب السياسي الاجتماعي منها، وقد كانت المهدوية، على مدى التاريخ المسلم، مدعاة للتمرد السياسي، حتى في الإطار السني، مثل مهدي العباسيين، وفي العصر الحديث مهدي «جهيمان».

في السنوات الأخيرة، مع ازدياد القلق العام من كثرة الحروب والمشكلات الاقتصادية، ومع بحث الميديا، الجديد منها والقديم، عن أخبار هؤلاء، تفشّت الظاهرة أكثر.

في تقرير لـ«العربية نت»، من صنع الزميل أشرف عبد الحميد، ذكر فيه أنه في عام 2000 ظهر 3 مصريين ادعوا أنهم «المهدي المنتظر»، أولهم محمد عبد النبي عويس في سيناء، وكتب كتابًا يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية. وفي نفس العام ظهر شخص يدعى حنفي من بورسعيد ادعى أنه «المهدي المنتظر» واعتقلته الشرطة. كما ظهر أحمد عبد المتجلي من الإسماعيلية الذي ادّعى قدرته على إخراج الجن.

ويضيف عبد الحميد، هذا المثال المثير، في أبريل (نيسان) 2012، تقدم مواطن بأوراقه للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية، وادعى أنه «المهدي المنتظر» الذي سيحرر البلاد العربية، كما ظهر شخص يدعى أحمد الجنايني ادعى أنه «الإمام المنتظر» وأكد ذلك في رسالة بعث بها إلى دار الإفتاء المصرية.

الشيخ ميزو إذن، وإن كان فعلها ليوبخ الناس، عن وعي، عرف كيف يجلب الانتباه.

المهم الانتباه، حول ماذا؟ ليس مهمًا.

الشرق الأوسط

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com