استباحة مكة
استباحة مكةاستباحة مكة

استباحة مكة

مشاري الزايدي

استغرب، إن لم نقل رفض، بعض الناس أن يكون الصاروخ الإيراني  ولا أقول الحوثي كان يستهدف مكة، حسب بيان التحالف ‏العربي الإسلامي، وتصريح اللواء أحمد عسيري، الذي قال إن الصاروخ أطلق من مسجد بصعدة، عاصمة «الإمام» الحوثي‎.‎

غضب البعض من ذكر اسم مكة، ورأوا فيه محاولة سعودية لاستدرار العواطف الإسلامية، وزادوا في الطنبور نغمة بأن قالوا ‏إن الصاروخ كان موجها لمطار جدة وليس لمكة‎!‎

مكة في اللغة الإدارية السعودية تعني المدينة المقدسة، حيث المسجد الحرام والمشاعر، وتعني «منطقة» مكة، وهي إطار أوسع، ‏يشمل، بالإضافة لمدينة مكة، مدينتي جدة والطائف، وغيرهما‎.‎

أما مطار جدة، فهو "بوابة" مكة، يغص دوما بالمعتمرين والحجاج من داخل وخارج السعودية، فهل استهدافه "حلال" بالنسبة ‏لمناصري‎

الحوثي وصالح‎!‎

بعيًدا عن هراء الحوثيين، وأنصارهم في المهاجر الغربية، من اليمنيين ومن «الفرنجة» فإن استهداف مكة، المنطقة والمدينة، ‏تصعيد خطير، وهم يعلمون ذلك، لذا يريدون "تبديد" أي أثر سلبي معنوي يترتب على هذه الجريمة‎.‎

رأينا استنكارا إسلاميا واسعا للقصف "الإيراني" من خلال الأصابع الحوثية والصالحية في اليمن، لذلك ينشط الإعلام الإيراني، ‏ومن يواليه في العراق ولبنان واليمن والغرب، لتضييع الموضوع‎.‎

على كل حال، ليست هذه أول مرة تقع فيها جرائم، باسم الدين، في الحرمين، من الخوارج، قديما وحديثا، أو من السياسيين أو ‏الولاة كالحجاج بن يوسف الثقفي، ومن مدعي الحق الإلهي العلوي‎.‎

تذكر كتب التاريخ أنه بعهد الخليفة العباسي المأمون، الذي كاد يحول الخلافة للعلويين، ثار عدد من «الطالبيين» ضده، بعضهم ‏اقترف الشنائع، بمكة والمدينة‎.‎

خرج رجل اسمه أبو السرايا، مدعًيا الانتقام «لآل محمد» وضربت الدراهم باسمه عام 199هـ، أبو السرايا هذا نصّب علويا على ‏مكة، اسمه حسين بن حسن، فدخل هذا مكةً قبل مغرب يوم عرفة، وسلب كسوة الكعبة ثم وزعها على صحبه، و"هرب منه خلق ‏كثير" وكان له دار بمكة اسمها "دار العذاب"، وسلط أتباعه على سواري الحرم المكي فجعلوا يحكون الذهب عنها، وقلعوا الحديد ‏الذي على شبابيك زمزم، وتجاوزوا الأموال للاعتداء على الأعراض‎.‎

كان هناك وال من العلويين، تابع لأبي السرايا على البصرة، لقب بزيد النار لكثرة ما أحرق من دور أهل البصرة. أما باليمن ‏فخرج العلوي إبراهيم بن موسى بن جعفر، وهرب منه والي العباسيين، لقب إبراهيم هذا بالجزار لكثرة ما قتل باليمن من الناس. ‏‏(التفاصيل بكتاب المؤرخ محمد الخضري بك، محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية‎.

الدولة الأموية والعباسية، ص ص 526  528‏‎.)

لا جديد‎.‎

الشرق الأوسط

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com