في ست ساعات!
في ست ساعات!في ست ساعات!

في ست ساعات!

سليمان جودة

كلما جاءت ذكرى نصر أكتوبر العظيم، أعاد التليفزيون بث أجزاء من خطاب شهير، كان بطل الحرب والسلام، الرئيس السادات، قد ألقاه في أجواء النصر العام 1973.

فى الجزء الذى يعاد بثه دائماً، يقول السادات بأسلوبه الفريد فى الخطابة، إن الجيش قد عبر قناة السويس، فى يوم 6 أكتوبر، ثم دك حصون العدو فى 6 ساعات!

حديث الست ساعات عاد قبل ثلاثة أيام، عندما كان الرئيس السيسى يفتتح مشروع مساكن غيط العنب فى الإسكندرية، فقال إن لدى الجيش خطة جاهزة للانتشار فى جميع ربوع البلد، عند الخطر، وفى 6 ساعات!

ومنذ أطلق الرئيس هذه العبارة، وهى موضع جدل شديد، حول ما يقصده الرئيس بالخطر، الذى سوف يتطلب انتشار الجيش فى 6 ساعات.. هل هو خطر يهدد الدولة، كدولة وكيان، أم يهدد النظام الحاكم.. أم يهدد ماذا بالضبط؟!

إننى أتصور أن الرئيس لم يكن فى حاجة إلى أن يطلق عبارة كهذه، وكان فى غنى عنها تماماً، لسببين أساسيين، أولهما أنه من الطبيعى، ومن المنطقى، أن تكون لدى جيشنا العظيم خطة من هذا النوع، ومن الطبيعى كذلك، أن ينتشر فى 6 ساعات، بل فى أقل، عند الخطر.. ففى كل لحظة خطر هددت الدولة المصرية، كان جيشنا هو السند، وهو حائط الصد، وهو الحائط الصلب الذى تتحطم عليه كل أفكار الشر ضدنا!

والسبب الثانى، الذى كان يجعل الرئيس فى غنى عن تلك العبارة، أن صداها على المستوى الاقتصادى لدى أهل الاستثمار، الذين نحاول إغراءهم بشتى السبل ليجيئوا إلينا، أظن أنه لم يكن جيداً!

وإذا أراد أحد دليلاً يؤكد كلامى هذا، فأرجوه أن يراجع الصحف التى صدرت صباح اليوم التالى لافتتاح مشروع مساكن غيط العنب.. وسوف يلاحظ شيئاً غريباً للغاية.. سوف يلاحظ أن جميع الصحف، دون استثناء، قد أبرزت عبارة الرئيس فى مانشيتات بعرض الصفحة الأولى، إلا صحف الدولة، التى لم تذكرها بحرف واحد، فى أى عنوان، لا فى الصفحة الأولى، ولا فى أى صفحة داخلية!.. خصوصاً الأهرام والأخبار.

فهل كان ذلك مصادفة؟!

لا أظن أبداً!

ثم إن الرئيس يوقن تماماً أن سنده الحقيقى فى كل وقت، كحاكم، هو الشعب الذى انتخبه، لا الجيش.

المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com