صمت الخليج!
صمت الخليج!صمت الخليج!

صمت الخليج!

سليمان جودة

اللافت للانتباه جداً أن الإخوة فى الخليج، الذين مدوا يد العون لنا فيما بعد ثورة 30 يونيو، قد التزموا الصمت تماماً، في الوقت الذي تصارع فيه مصر صندوق النقد الدولي، ويصارعها الصندوق، ويكاد يطرحنا أرضاً!

والسؤال هو: لماذا الصمت.. هل لأنهم يواجهون نقصاً في الموارد، بعد أن تراجع سعر برميل البترول، من 130 دولاراً تقريباً إلى حدود الخمسين دولاراً؟!.. ربما.. ولكن.. هل هذا هو السبب الوحيد، أم أن هناك أسباباً أخرى تتعلق بالطريقة التي أنفقنا بها مساعداتهم لنا منذ الثورة؟!

إنني أرجح الاحتمال الأخير، والسبب أنني، مع غيري، لا نعرف إلى الآن كم بالضبط حصلنا على مساعدات من الخليج، بامتداد ثلاث سنوات، وما شكل هذه المساعدات، وأين على وجه التحديد جرى إنفاقها.. أين!

نحن، إذن، أمام سؤالين: كم.. وأين؟!.. وإذا كان هناك مسؤول يعنيه أمر الشفافية المطلوبة، في هذه الدولة، فلابد أن يخرج على الرأي العام، وأن يجيب عن السؤالين، بصراحة كاملة، حتى لا تظل المسألة تهمة معلقة في أكثر من رقبة!

إن هناك تصريحاً يتيماً، في هذا الشأن، لطارق عامر، محافظ البنك المركزي.. وفيه يقول إننا حصلنا على 29 مليار دولار من الخليج، منذ قامت ثورة 30 يونيو إلى الآن.

وهو ليس فقط تصريحاً يتيماً، ولكنه ناقص، لأن صاحبه لم يكن يليق به أن يطلقه في وجوهنا رقماً جامداً هكذا، دون أن يفسره، ودون أن يشرحه بالشكل الكافي.. نريد ونحن ذاهبون إلى قرض جديد، من الصندوق، أن نعرف تفاصيل الـ29 مليار دولار.. وأين ذهبت؟!

نريد أن نعرف كم منها كان في شكل منحة لا تُرد، وكم كان قرضاً سنرده، وكم كان وديعة في البنك المركزى.. وكم.. وكم.. إلى آخره!

إن الذين سيسددون القروض كلها، من دمائهم، هم المصريون واحداً.. واحداً.. ومن حق كل بني آدم فيهم أن يعرف ما إذا كان رقم الـ29 مليار دولار رقماً دقيقاً نهائياً، أم أنه رقم تقديري يمكن أن يزيد، أو ينقص.. ومن حق كل مواطن في هذا البلد أن يعرف وجوه إنفاق المليارات التسعة والعشرين، دولاراً دولاراً، وأن يطمئن إلى أنها قد أنفقت في مكانها الصحيح، ولم يستقر منها شيء في هذا الجيب، أو ذاك.

إحساسى أن الإخوة في الخليج كانت لهم ملاحظات على الطريقة التى أنفقنا بها قروضهم، ومساعداتهم، وإحساسي أن أحداً لم يلتفت إلى ملاحظاتهم ولا أعارها اهتماماً.. ويقيني أننا لابد أن نعرف: كم.. وأين؟!

مرة عاشرة: كم.. وأين؟!.. أجيبوا عن صمت الخليج، قبل أن تجيبوا عن تساؤلنا الحائر!

نقلا عن "المصري اليوم"

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com