نفط السعودية.. ونفطنا!
نفط السعودية.. ونفطنا!نفط السعودية.. ونفطنا!

نفط السعودية.. ونفطنا!

سليمان جودة

على طائرة مصر للطيران، من الدار البيضاء إلى القاهرة، روى لي مضيف الطائرة أن خطوط الطيران السعودية مقبلة على نقلة كبيرة، خلال فترة قصيرة، وأنها تشتري هذه الأيام طائرات ضخمة، وأنها تغري طيارين من مصر وخارجها برواتب أعلى، وأنها تفعل هذا كله وعيناها على خطوط الطيران المتفوقة في المنطقة، وتريد أن تلحقها، ثم تسبقها!

كان المضيف يروي لي هذا، وغيره، وكنت أنا سارحاً وهو يتكلم، وكنت أفكر فى «رؤية 2030»، التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، قبل شهرين، وكيف أنه يريد بها أن تحقق بلاده دخلاً سنوياً قدره مائة مليار دولار، من مصادر غير نفطية، ويريد أن تستطيع بلاده أيضاً العيش في 2020 دون نفط، ويريد.. ويريد.. إلى آخر ما أعلنه من خلال قناة العربية على الدنيا.. والمؤكد أن نقلة خطوط الطيران السعودية جزء من هذا كله.

ولم أكن أعرف أني حين أعود سأكون على موعد مع الدكتور عبدالمنعم سعيد، متحدثاً في دار السفير أحمد قطان، عن الرؤية ذاتها، وعن محاورها الثلاثة، وعن تحدياتها الداخلية السبعة، وعن تحديين اثنين خارجيين.

لفت انتباهي بقوة ما قاله السفير قطان، عن أن عشرة آلاف سعودي كانوا يدرسون في كبرى جامعات الولايات المتحدة، يوم أن كان هو يعمل في سفارة السعودية في واشنطن!.. ثم لفت انتباهي أكثر أنه قال، وهو حقيقة، إن جامعات أمريكية كبرى، من نوع هارفارد، أو جورج تاون، أو كولومبيا، أو غيرها، لا تقبل الدارس السعودي فيها، أو غير السعودي طبعاً، لمجرد أنه صاحب مال.. ذلك أنه إذا لم يكن صاحب عقل، وإذا لم يكن متفوقاً في الأساس، فلا مكان له هناك.

ولا يجب أن ننسى أن الراحل العظيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان، عندما تولى الحكم، يضع التعليم في بلده على رأس أولوياته، دون منازع، وكان عندما أنشأ جامعته الشهيرة يقول إنها كجامعة قد ظلت حلماً يراوده 25 سنة، إلى أن رآها متجسدة على الأرض أمام عينيه!

سألت الدكتور حسام بدراوي، الذي كان يجلس إلى جواري، عن عدد مبتعثينا في جامعات العالم، ففهمت منه أنه لا يعلم، وأنه لا أحد في الدولة تقريباً يعرف.. وإذا كان هناك مسؤول في الدولة يعرف فأرجوه.. أرجوه.. أن يذكر لنا شيئاً عن إحصائية مهمة جداً من هذا النوع.

وقبل سنوات، كان وكيل وزارة التعليم العالي السعودي قد قال إن طلابهم في الخارج هم نفط السعودية المقبل.. فأين نفطنا؟!

نقلًا عن "المصري اليوم"

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com