طالباني يصف صدام حسين!
طالباني يصف صدام حسين!طالباني يصف صدام حسين!

طالباني يصف صدام حسين!

نجم عبد الكريم

عندما التقيت جلال طالباني في لندن عام 1992 قلت له:

• إلى أي مدى من الصراحة أستطيع التحاور معك؟

- بصراحة كاملة، لأنني لم أخف سياستي وتعاملي مع الأحباب في يوم من الأيام، ولم أقل شيئاً لا أؤمن به. قد تكون التقديرات تغيرت بتغير الظروف، وهذا شيء طبيعي، فأنا ضد حكم صدام، لكن لو حلَّ محله حكم ديمقراطي فسأكون من مؤيديه.

• حتى لو أصبح صدام حسين ديمقراطياً؟

- صدام حسين لا يمكن أن يكون ديمقراطياً، وفي مرحلة من المراحل كنا نعمل مع التيار البعثي قبل أن يتسلم الحكم، لكن عندما تسلم الحكم تحول إلى دكتاتور، أصبحنا ضده، وهذا لا يمكن أن يُسجل كتغيير في موقف جلال طالباني، بقدر ما يعني تغييراً في موقف التيار الآخر.

• من خلال تعاملك مع صدام حسين، كيف تصف لنا هذا الرجل؟

- صدام حسين دكتاتور طموح، لا يتقيد بالمبادئ أو القيم العربية أو الإسلامية، مكيافيللي في أسلوب تعامله، لا يهمه إلا بقاء صدام حسين في سدة الحكم، مهما كلف ذلك من دماء ودموع وتدمير اقتصاد أو جيش أو شعب... أفكاره فردية نرجسية شوفونية... هو بعثي بقدر ما يخدمه ذلك في التسلط أو النفوذ!

وهو مغامر داخلياً وعربياً وخارجياً، لا يتورع عن شن حرب ضد الشعب الكردي، أو ضد الشيعة في الجنوب، أو حتى ضد السنة في تكريت، وخارجياً هو مستعد ليحارب إيران مرة أخرى، بل يحارب كل العرب والمسلمين لتحقيق أهدافه!

• لكنك صافحته وتعاملت معه فترات طويلة؟

- الحقيقة أن التجربة كانت مع النظام ككل، وكان الحوار من أجل حل سياسي للقضية الكردية.

• ولكن ماذا كانت النتيجة؟

- استمرت المفاوضات أكثر من سنة بين الجانبين الكردي والنظام، وفي اليوم المحدد لتوقيع الاتفاق رفض صدام التوقيع! مما أدى إلى انهيار كل شيء، وعدنا إلى القتال من جديد.

• أستاذ جلال... عندما كنت تتباحث مع صدام، هل كنت تثق به؟

- صدام ليس محل ثقة، وأنا غير نادم على التعامل معه، لأن السياسي الذي يمارس العمل النضالي الحقيقي، والذي يريد التغيير والتطور، لا يطرح شعارات فقط، بل لابد أن يكون مواكباً لتطورات الأحداث متعاوناً مع كل القوى السياسية... لقد تعاونا مع الرئيس جمال عبدالناصر حتى عندما اختلف مع البعثيين العراقيين، نحن بقينا على علاقتنا به.

• ولكن تعاونك مع صدام احتُسب على تاريخك السياسي؟

- أنا من السياسيين الذين دونوا أفكارهم ومواقفهم، وأتحدى أي واحد يحاسبني على تغيير أساسي في الخط العام الاستراتيجي، أما التكتيكات فتتبدل كل يوم، في الخط العام مواقفي واضحة: لم أشتغل إلا في الأحزاب الكردية، وكنت دائماً في خط يساري كردي، كما كنت صديقاً لكل الحركات الثورية.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com