من "بلوم بنك" إلى أين؟
من "بلوم بنك" إلى أين؟من "بلوم بنك" إلى أين؟

من "بلوم بنك" إلى أين؟

الياس الديري

كيفما كان تفسير انفجار "بلوم بنك"، الأضرار والنتائج ستكون فادحة. وعلى الصعيدين السياسي والاقتصادي. وسيدفع لبنان والفراغ الرئاسي جزية، بل جزْيات إضافيّة.

كل التفسيرات، والدفاعات، والاستنتاجات لن تعيد الوضع اللبناني إلى ما كان قبل مساء الأحد. بل العكس هو الذي سيحصل، بالنسبة إلى التداعيات والذيول والتأثيرات على كل شيء: من الفراغ الرئاسي إلى الوضع الاقتصادي، وقوفاً طويلاً عند الهزّة المصرفيَّة التي توازي بنتائجها حرب شوارع وفوضى عارمة.

فهل هذا المطلوب والمقصود؟

المتابعون سارعوا إلى القول "إن الهديّة الحزيرانيّة السنوية، الموسمية، التفقدية، وصلت في الموعد المعتاد، والذي يبدو أن "العزول" أتَبَعَه منذ حزيران 2004 إثر إقرار المؤتمر الذي انعقد في باريس، بناءً على طلب الرئيس رفيق الحريري، وحصيلة جهود بذلها الرئيس جاك شيراك، مساعدة لبنان مع دفعة أولية كناية عن ثلاثة مليارات دولار.

فكانت بوسطة كازينو لبنان، كبدل من ضائع في بوسطة عين الرمانة، وفعلت المطلوب منها على أكمل وجه: طارت مقرّرات المؤتمر الدولي، طارت الثلاثة مليارات، وطار الموسم السياحي الاصطيافي الذي كان مقدَّراً في حينه أن يصل رقمه إلى المليون سائح.

ذلك اليوم وتلك "الهديَّة" يواظبان على الحضور سنويّاً، وفي مطلع شهر حزيران من كل سنة... فيُطبُقان على "الموسم" الذي يكون الرهان عليه قد شمل ثلاثة أرباع اللبنانيّين، وتذهب الأحلام أدراج الرياح.

التعليقات والتحليلات التي صدرت وطُرحت قيد التداول "إثر الانفجار البنكيّ" تكاد تلتقي عند ثلاث نقاط: احتمال الردُّ على الاجراءات المصرفيَّة المطلوبة دوليّاً، تعطيل الموسم الاصطيافي على ضآلة عدد الحاجزين والمنتظرين أو المتوقَّعين، إعطاء "سياسة الفراغ الرئاسي" عاملاً إضافياً وزخماً، قد يطيلان عمرها كما هو مرغوب فيه...

من هنا، ربما، قول الرئيس تمّام سلام بالنسبة إلى المنصب الأول في الجمهورية والفراغ الرئاسي الذي طال أكثر بكثير من أي مرّة في لبنان، وحتى بالنسبة إلى العالم من دون استثناء، من هنا قوله: "إننا لا نزال ندور في مكاننا. الشغور الرئاسي يراكم سلبيّاته والمعاناة الناتجة منه على رغم المحاولات الجارية".

لا نزال مكاننا، وبعيدين من أي احتمال إيجابي. وقد يلعب الاضطراب الأمني دوراً سلبيّاً في هذا المجال، فيقذف بالفراغ إلى تأجيلات طويلة وبعيدة.

على الأقل، يترتَّب علينا الانتظار، أيّاً تكن الظروف في تشرين المقبل.

يبقى، أن "الهديَّة الحزيرانيّة" هذه المرّة قد تختلف كثيراً بنتائجها عن الهدايا السابقة. وسلباً.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com