التصوف الأوبامي
التصوف الأوباميالتصوف الأوبامي

التصوف الأوبامي

لا جديد في كلام قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأمريكية، الأدميرال كيفن دونغان، في التحذير من أن جماعة الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش يشكلون أبرز المخاطر التي تهدد حرية الملاحة في المياه المحيطة بالجزيرة العربية، التي تمثل ممرات حيوية بالغة الأهمية للاقتصاد العالمي.

نقول لا جديد في هذا الكلام، لكنه يظل تقديرًا عسكريًا أمنيًا خاصًا، يتعلق بتقدير المؤسسة العسكرية الأمريكية، ولكن المؤسسة السياسية التنفيذية لا تتحرك بهذا القدر نفسه من الشعور بالخطر العميق جراء النشاط الحوثي، ولا نقول القاعدي الداعشي فقط، فكلام إدارة أوباما، وفي مقدمتهم أوباما نفسه، فصيح صريح في الهجوم على «القاعدة» و«داعش»، ضعيف بتقدير الخطر الحوثي، ومن خلفه الإيراني.

سياسة أوباما الشرق أوسطية هي جزء من إضعاف المواجهة الحقيقية العميقة الشاملة مع جماعات الفوضى والقلق الأمني.

لماذا نقول ذلك؟

لأن المقاربة الأمريكية للمشكلة اليمنية - دَعْك من الكلام السياسي البارد التأييد للتحالف العربي - جزء من الإبطاء في حسم المشكلة اليمنية لصالح القرار الدولي (تحت الفصل السابع) 2216 الخاص باليمن، وفيه إلزام للحوثي وصالح بتسليم السلاح للدولة وكذا الانسحاب من مؤسسات الدولة التي احتلوها.

طبعًا هذا الأمر غير معلن سياسيا، لكنه يعرف في لحن القول في الإدارة الأوبامية. جوهر الخلاف والاختلاف مع مقاربة أوباما في السياسة المتعلق بمنطقتنا، هو في المضمر أكثر من المعلن.

أوباما لديه كما قيل سابقًا هنا، إيمان (لاهوتي) غريب بتعويم النظام الخميني الإيراني، دون إبداء الأسباب المقنعة لهذا الإيمان اللاهوتي في عالم السياسة الذي هو العنوان الأصيل للواقعية. والغريب أنه يحنق على من لا يشاطره هذا التصوف السياسي.

الغريب العجيب هو في مزايدة الخطاب السياسي الإعلامي بخصوص أزمات منطقتنا، وهم حين يقولون لك، أعني الأوباميين،: نعم، إيران صاحبة سياسات مدمرة في المنطقة العربية، ولا يمكن الثقة بها. أو يقولون كلامًا سيئًا عن الجماعة الحوثية كذلك، ومثله عن «حزب الله» وحزب الدعوة وغيرهم.

يقولون بسخاء وحماسة، كلامًا كهذا، وأول الخطباء الحماسيين هو أوباما نفسه، لكن على أرض الواقع لا توجد سياسات عملية تترجم هذا الكلام إلى سياسات عملية.

على العكس من ذلك، نجد اللوم الخفي والجلي، من الجماعة الأوبامية على من يقاوم هذا الخطر الإقليمي، الذي يقول إنه خطر الفريق الأوبامي نفسه وليس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

نجد خبرًا حديثًا يقول إن الرئيس أوباما بذل جهودًا مكررة للاجتماع بالمرشد خامنئي، ولم يفلح حتى الآن.

هناك مثل مصري شعبي يقول: أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك أستعجب.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com