أوباما.. النسخة الأصلية!
أوباما.. النسخة الأصلية!أوباما.. النسخة الأصلية!

أوباما.. النسخة الأصلية!

مشاري الزايدي

«الأمر معقد».. هكذا أجاب الرئيس الأمريكي، الحائر المحير، باراك أوباما، حين سأله الصحافي: أليس السعوديون أصدقاء لكم؟

في مقابلة مثيرة لأوباما مع مجلة «أتلانتيك»، كسر هذا الرجل كل ثوابت السياسة الأميركية الخارجية، كأنه يقوم بثورة بيضاء داخل البيت الأبيض، لكن في الوقت الضائع بعد غروب شمس ولايته.

لم يوفر أحد من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة من تذمره، وبدا كما وصف في التقرير كمن يسعى للابتعاد عن الحلفاء التقليديين، وقد عبر عن غضبه من العقيدة السياسية الخارجية التي تجبره على معاملة السعودية كدولة حليفة للولايات المتحدة.

الأمر الذي يكشف عمق الخلل الذي أصاب العقل الأميركي الاستراتيجي في وقت هذا الرئيس، هو عجزه الفاضح عن تحديد «كل» مصادر الخطر على أميركا نفسها، وحتى المصادر التي وضعها للخطر لم يتعامل معها بالشكل الصحيح، فهو قال في سياق توبيخه لمن يريد توظيف القوة الأميركية لضرب خصومه، يقصد النزاع بين العرب وإيران، إنه لن يستخدم قوة أميركا العسكرية إلا في ثلاث حالات: خطر القاعدة وداعش، تهديد إسرائيل، النووي الإيراني ضد إسرائيل.

تفاخر الرجل في عناد غريب بأنه «لحس» خطه الأحمر الذي وضعه للجزار بشار في سوريا، الذي ثبت استخدامه السارين ضد شعبه، وقال إنه أفضل قرار اتخذه في حياته!

ضع هذا مع «استقتاله» على التصالح مع النظام الخميني ورفض كل الاعتراضات الخليجية والعربية، لتعرف أي هوة يتدحرج فيها العقل السياسي الاستراتيجي لهذا الرئيس، الذي جاء محمولا على صفحات السوشيال ميديا من الأساس.

طالب بكل تأستذ أن يتقاسم السعوديون والخليجيون مع إيران المنطقة بينهم، وأن يحسنوا الجيرة، وخلاص!

تسطيح لطبيعة الصراع بين المشروع الإيراني الخميني الغازي للمنطقة، وبين الدول العربية التي تريد فقط الحفاظ على أمنها من شبكات إيران، هذه الإيران المدانة من القضاء الأميركي مؤخرا بدعم «القاعدة» المنفذة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وطبقا للقضاء الفيدرالي الأميركي فإيران مغرمة بـ10 مليارات ونصف المليار دولار لهذا السبب.

جاء في خطاب للخميني 1987: «أن نتنازل عن القدس ونسامح صدام، ونغفر لكل من أساء لنا، أهون علينا من ترك الحجاز (السعودية) لأن مسألة الحجاز من نوع آخر».

عن أي جيرة حسنة يتحدث هذا الرجل؟!

المشكلة أن هناك ما هو أكثر فجاجة خلف الكواليس، فطبقا لجيفري غولدبرغ من مجلة «اتلانتيك» فإن أوباما يهاجم السعودية في الغرف المغلقة أكثر.

أوباما يعاكس المنطق والمصلحة والمؤسسة والواقع.. ومنافع أميركا الكبرى والدائمة. هذا لا يدوم.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com