هل تفهم أميركا الحال السوري؟
هل تفهم أميركا الحال السوري؟هل تفهم أميركا الحال السوري؟

هل تفهم أميركا الحال السوري؟

مشاري الزايدي

صرح أمس الثلاثاء وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في مجلس العموم، بأنه قلق حيال التنسيق بين قوات كردية سورية، مع نظام بشار والقوات الجوية السورية.
بينما ما زال الأميركان في غياب رؤية تام، من خلال التأكيد على براءة الميليشيات الكردية التابعة لصالح مسلم، نسخة حزب العمال الكردي، في تركيا، فقط لأن قوات صالح مسلم، ومعه أخلاط مسيحية وعربية للتطعيم الديمقراطي الذي «يبهج» الغرب والأميركان، تقاتل «داعش»، وفقط.
حينما تقدمت الميليشيات الكردية، التي تنسّق مع الروس والأسد، حسب وزير الخارجية البريطاني، وليس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لمواقع حساسة شمال حلب، قاصدة بلدة أعزاز الاستراتيجية للتواصل التركي مع سوريا، تدخلت المدفعية التركية لتصويب الوضع. وقال الأتراك حينها «سنفعل كل شيء لإحباط هذا».
الروس يعرفون ماذا يفعلون، وكذا الأسد، والأتراك يعرفون ماذا يراد بهم، بقي الأميركان يحلقون في العماء.
سالت أحدَ الخبراء بتركيبة بلاد الشام التاريخية عن الصورة النهائية التي يسعى لها الروس، ومعهم إيران والأسد حاليا.
أجابني: يريدون فصل تركيا عن المحيط السني العربي والتركماني في سوريا، من خلال خلق كيان كردي يمتد من أقصى الشمال الشرقي السوري بالحسكة، لأقصى الشمال الغربي بحلب، بما يعنيه ذلك من تهجير سكاني.
صاحبي يصرّ على أن الأميركان يعرفون بالضبط هذا المغزى، وليسوا ضده، وأن هناك جوانب خفية من الاتفاق النووي الإيراني الغربي، تتعلق بالديموغرافيا والجغرافيا في منطقة الشرق الأوسط، لصالح إيران وحلفاء إيران، ضد العرب والسنة.
لست واثقا تماما من إدراك الأميركان لهذه الأبعاد الخطيرة، عطفا على اعترافات متأخرة من قبل نخب أميركية بكارثية التقديرات والسياسات التي انتهجها الرئيس أوباما، حيال التطورات في منطقتنا ضمن الخمس سنوات الأخيرة. ومن هؤلاء المعترفين الكاتب «الأوبامي» الشهير ديفيد إغناتيوس قبل أيام حول سذاجة التقدير الأوبامي حول ما جرى في برّ مصر يناير (كانون الثاني) 2011.
في العقد الأخير، لاحظنا تبلد الغرب وفي مقدمه أميركا تجاه تحذيرات أهل المنطقة من مجرى الأمور، ومن خطورة الوضع، ومآلاته الأمنية، كما حذر الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز من مصيبة التخاذل الدولي في سوريا، بعد إخفاق مجلس الأمن في إخراج قرار يقي سوريا ما حصل لها، ويحصل هذه الأيام.
هل كانوا بلداء، أم كانوا يخططون عن وعي لهذا المصير؟
لك أن تختار ما تشاء من الإجابات، أنا أميل إلى أن الجزء «الغالب» وليس الوحيد في خطأ السياسات الأميركية مؤخرا، هو في السذاجة. وشيء قليل من التذاكي. والله المستعان.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com