جريمة اسمها إسرائيل - 2
جريمة اسمها إسرائيل - 2جريمة اسمها إسرائيل - 2

جريمة اسمها إسرائيل - 2

جهاد الخازن


ألوف من أساتذة الجامعات حول العالم وقّعوا رسائل تدين الهجمة البربرية على قطاع غزة، وبين هؤلاء الأساتذة إسرائيليون قرأت رسالة لبعضهم تبدأ بهذه الكلمات: نحن الذين وقعنا هذا البيان، كلنا أكاديميون في جامعات إسرائيلية، نريد أن يكون معلوماً أننا ندين بشدة الاستراتيجية الإسرائيلية التي تستخدمها حكومة إسرائيل. إن ذبح أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء تماماً يزيد عقبات الدم في وجه حل من طريق المفاوضات هو البديل الوحيد من الاحتلال والاضطهاد المتواصل للشعب الفلسطيني.


دول كثيرة في أميركا اللاتينية سحبت سفراءها من إسرائيل، واتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ومذابح. حتى أستراليا، حيث توجد حكومة يمينية، قالت إن الهجوم الإسرائيلي لا يمكن الدفاع عنه.

بل إن شباناً في احتياطي جيش الدفاع (الاحتلال) الإسرائيلي رفضوا الخدمة وقرأت رسالة منهم تدين الحرب على قطاع غزة وقعها أكثر من 50 مجنداً.


ومثلهم البروفسور نعوم تشومسكي، الذي كتب مجدداً تأييده حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل.


في أوروبا هناك تظاهرات شبه يومية في مدن مثل باريس وبرلين وفيينا وأمستردام ولندن تأييداً للفلسطينيين في قطاع غزة. وقد رد بعض الحكومات، خصوصاً في فرنسا، باعتقال عدد من المتظاهرين بدل إدانة نازية الحكومة الإسرائيلية. على سبيل التذكير، كان المتعاونون مع الاحتلال النازي أكثر من المقاومة للاحتلال التي قادها شارل ديغول من لندن. وحكومة فيشي تعاونت مع القوات النازية في شمال أفريقيا، ولكن العرب هناك حموا اليهود المحليين من المحرقة. أما المستشارة أنغيلا مركل، فقالت إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ونسيت أن بلدها ألمانيا هو أصل بلاء الفلسطينيين، فالنازيون قتلوا اليهود، والأوروبيون صدّروا الناجين الى بلادنا. أقول للسيدة مركل إنها بلا أخلاق.


قرأت، كما توقعت، مقالات موضوعية منصفة من نيكولاس كريستوف في «نيويورك تايمز»، فهو قال إن لإسرائيل حقاً بأن تكون في مأمن من صواريخ حماس، وإن الفلسطينيين لهم الحق في دولة مستقلة، كما هاجم الذين يخوّفون من الإسلام في مقال آخر، وكانت النتيجة أن موقعاً ليكودياً هاجمه بحدة.


الموقع ذاته حذّر من طابور خامس في إسرائيل وهاجم عضو الكنيست حنين الزعبي، التي كتبت مقالاً في جريدة فلسطينية وضعت فيه «إسرائيل» بين هلالين صغيرين. وهي مُنِعَت من دخول الكنيست ستة أشهر.


وقرأت مقالاً للصحافية الإسرائيلية أميرة هاس عنوانه «نحصد في غزة ما زرعنا»، يبدأ بالإشارة إلى والد قتِل ابنه بفقد نصف رأسه في انفجار، والأب المفجوع يصرخ به أن يستيقظ لأنه جاء له بدمية.

في مثل هذا الوضع لا أستغرب أن البارونة وارسي، الوزيرة المسلمة في وزارة الخارجية البريطانية، استقالت احتجاجاً على موقف حكومتها إزاء قطاع غزة، وأن عضواً في البرلمان البريطاني قال إنه لو كان في غزة لكان الأرجح أنه أطلق صواريخ على إسرائيل. هو سحب كلامه على «تويتر» بعدما قامت حملة يهودية بريطانية عليه، إلا أنني أرى أنه عبَّر عن رأي كثيرين في إسرائيل وحكومتها الإرهابية وجيش الاحتلال المجرم، فشكراً له.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com