«في حب مصر» اتجمعنا!
«في حب مصر» اتجمعنا!«في حب مصر» اتجمعنا!

«في حب مصر» اتجمعنا!

سليمان جودة

تذكرون أن قائمة انتخابية اسمها «فى حب مصر» كانت موجودة، إلى يوم إعلان نتائج انتخابات القوائم في مجلس النواب الحالي، وتذكرون أنها انتهت بإعلان النتائج، لأنها كانت قائمة انتخابية، ولم تكن حزبية أو سياسية، وتذكرون أنها طرحت 021 مرشحاً، ففازوا جميعا، بربطة المعلم، دون استثناء لمرشح واحد منهم، وهو ما لم يحدث في عز أيام الحزب الوطني نفسه!

وتذكرون أنها في أثناء الانتخابات، قد رفعت شعاراً يقول: فى حب مصر اتجمعنا!

وتذكرون أنها كانت تكتب على لوحات الدعاية لها في الشارع، وبالخط العريض، أنها «القائمة الوطنية في انتخابات 5102»، وهو ما يعنى ــ بمنطق المخالفة ــ أن كل القوائم، سواها، لم تكن وطنية، ــ لأنها أي تلك القائمة ــ لو كانت قد قالت عن نفسها إنها «قائمة وطنية» لكان معنى هذا أن القوائم الأخرى وطنية أيضاً، ولكن بما أنها أضافت الألف واللام إلى تعريفها، فأهل اللغة يعرفون جيداً أن ذلك معناه قصر الوطنية عليها هي وحدها!

ورغم ذلك كله، فإنني مستعد لأن أصدق أنها حقاً كانت «في حب مصر»، وأنها كانت «القائمة الوطنية فى انتخابات 5102» وأن أعضاءها فعلاً قد «تجمعوا في حب مصر»، وأن.. وأن.. إلى آخر ما قالته هي، كقائمة عن نفسها!

مستعد أنا، وأظن أن غيري مستعد، لأن يصدق هذا كله، بل ويصدق أضعافه من الصفات المماثلة، بشرط وحيد، هو أن يكون هناك دليل «عملي» واحد على ذلك!

والحقيقة أن الدليل «العملي» جاهز وموجود، حتى لا يتعبوا هم، في البحث عنه، وهذا الدليل يتمثل في شيء وحيد، هو أن يتنازل أعضاؤها المائة والعشرون، عن مكافآت «النواب» الشهرية، لصالح صندوق «تحيى مصر»!

إن مكافأة النائب، في آخر برلمان انعقد عام 2102، كانت عشرين ألف جنيه شهرياً، ولا أحد يعرف ما إذا كانت سوف تزيد، أم سوف تظل على حالها القديم، فهناك كلام عن أنها سوف تصبح 52 ألفاً، وهناك كلام آخر عن أنها سوف تصير 03 ألفاً.

ولكننا سوف نفترض أنها سوف تظل ثابتة، بما يعنى أن مكافآت أعضاء القائمة، في الشهر الواحد، سوف تكون مليونين و004 ألف جنيه، وفى العام 03 مليون جنيه تقريبا!.

نريد الـ03 مليوناً للصندوق، وعندها.. نعم عندها فقط.. سوف نصدق أنها كانت «فى حب مصر» وأنهم «فى حب مصر اتجمعوا».. وأنها «القائمة الوطنية فى انتخابات 5102»!

يريد المصري البائس، الذى يبحث عن جنيه واحد في يومه كله، فلا يجده، أن يرى الملايين الثلاثين في «تحيا مصر».. يريدها هكذا، ليصدق الشعارات الثلاثة التي ارتفعت طوال شهرين!.

يريد المصري التعيس، الذي لا يجد قوت يومه، أن يتعلم من أعضاء قائمة «حب مصر» أن حب البلد فعل، لا كلام، ولا شعارات.. وسوف يكون التنازل عن الـ02 ألف جنيه، هو أول وأبلغ دليل!

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com