حتى بالدم الفلسطيني؟
حتى بالدم الفلسطيني؟حتى بالدم الفلسطيني؟

حتى بالدم الفلسطيني؟

في غمرة انشغال حركة "حماس" بمواجهة العدوان الاسرائيلي، كان عليها ان تواجه عدواناً سياسياً مفبركاً. عدوان اسرائيل أوقع مئات الشهداء ودمر القطاع، اما العدوان السياسي فكان يهدف الى تدمير علاقات الفلسطينيين مع دولة الامارات.

الواقع انه جرت محاولة تشويه رخيصة وقبيحة لمبادرة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي خصص بعد ايام على بداية العدوان مبلغ ٢٥ مليون دولار "كمساعدات انسانية عاجلة لدعم صمود ابناء الشعب الفلسطيني" وأوكل الى الهلال الاحمر الاماراتي الاشراف على توزيعها، لكن مواقع إلكترونية "إخوانية" نسبت الى القناة الثانية الاسرائيلية خبراً مفبركاً مفاده "ان اتصالات سرية جرت بين الامارات واسرائيل للقضاء على حركة حماس بتمويل اماراتي"!

استغلت "الجزيرة" وبعض الوسائل المؤيدة لـ"الاخوان المسلمين" الخبر المفبرك وروّجت له، على رغم ان صالح النعامي الباحث الفلسطيني المقرب من "حماس" و"الاخوان" والعامل في "الجزيرة" اعلن ان الخبر مفبرك وقال: "من المعيب ان يلجأ كل من يريد ان يعبّر عن موقف سياسي الى تقويل الاعلام الاسرائيلي ما لم يقله... ان الخبر المنسوب الى القناة الاسرائيلية مفبرك، واذا قررت اسرائيل ان تشن عدواناً على غزة فهل تنتظر التمويل من الامارات او غيرها"؟

بعض الوسائل الاعلامية ذهب أبعد من هذا في الفبركة، فتداول رواية مزعومة تقول ان الاموال الاماراتية دفعت كثمن للتكتم على فضيحة ارسال الامارات وفداً من المخابرات ضمن وفد طبي للعمل على إثارة قلاقل لمصلحة هيمنة محمد دحلان على القطاع وانه يعمل مستشاراً امنياً لولي العهد الشيخ محمد بن زايد!

كان واضحاً ان "الاخوان" ومن يدعمهم يريدون توظيف المأساة في اطار تسوية حسابات مع الامارات التي تعاديهم بسبب تدخلهم في شؤونها الداخلية، لكن السحر هنا انقلب على الساحر، فقالت صحيفة "العرب" مثلاً "ان الغضب الحمساوي على قطر خرج من الكتمان الى العلن، وان القيادات الفلسطينية تنتقد فبركات "الجزيرة" حول الامارات وبحثها عن دور بطولي على أنقاض مأساة غزة"!

منذ اسبوعين تحرص "حماس" على اطلاق سلسلة من التكذيبات الغاضبة تناوب عليها الناطقان باسم "حماس" فوزي برهوم وسامي ابو زهري، اللذان أشادا بدعم الامارات ومسارعتها الى إسناد غزة، واعلنا الأسف "لترويج اخبار هدفها تشويه سمعة دولة الامارات الشقيقة الداعمة لصمود شعبنا".

ثم جاءت رسالة رئيس الحكومة السابق اسماعيل هنية الى الشيخ عبدالله بن زايد اول من امس لترد الكيد الى النحر، كما يقال، فقد وجه هنية "خالص الشكر والتقدير على الجهود المباركة التي تقوم بها دولة الامارات لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في اطار من التفاني لدعمه والوقوف الى جانبه ضد العدوان"... فهل تتوقف المتاجرة بآلام الفلسطينيين؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com